الثابت والمتغير

فنيدس بن بلة
08 جانفي 2017

تكسب الكتابات الأدبية والفكرية قيمتها ويظهر جدواها بالنقد الذي يحدد موطن القوة والضعف فيها، ليس من زاوية كسر العزيمة والتأثير السلبي على الشكل والمضمون والدلالات، بل تعزيزا لها باقتراحات تثري العناوين وتمنحها اعتبارا أكبر.
البلدان التي تشهد رواجا ثقافيا وأدبيا وتصنع مجد الإبداع وعصره الذهبي وحركية ثروته التي لا تنضب، هي التي تمتلك نقادا من الوزن الثقيل يرافقون المنتوج الفكري بآراء سديدة وتحاليل مرجعية، شرطها الوحيد النوعية وليس المجاملات والأحكام المفروضة وفق آراء مسبقة، غايتها تحطيم العزيمة وتسويد الإبداع أو رؤية على المقاس.
على غرار ما عرفته الحركية النقدية في العلوم التجريبية والعلمية المستندة إلى المنطق والمقاييس الثابتة التي لا تترك المجال للمزاج الذاتي والعاطفة العابرة والنزوة الشخصية، انطلق النقد في العلوم الإنسانية وأخذ مكانته المرموقة في الساحة الأدبية، ما شجع على اتباع هذا النهج؛ الحلقة المفصلية في كل منتوج وإبداع مهما كانت درجته ومستواه.
أعطى هذا التوجه قيمة للأدب والفكر لما له من دور بنائي في المجتمع بصفته محرك التغيير، مولد الآراء وصانع الرأي العام وتوجيهه حسب الصيرورة والمبتغى. فهل يعقل الحديث عن النّتاج الأدبي وعالم النشر والطباعة بإزالة النقد من المعادلة وترك الساحة تعج بمؤلفات وعناوين لا تغني ولا تسمن من جوع؟
هل يمكن لأي كاتب الحديث عن الرواج والنجاح في اقتحام عالم الفكر والثقافة دون إخضاع منتوجه أو فكره الإبداعي للمعاينة والتحليل الدقيق والرؤية الأخرى التي تمنحه استقامة وقيمة معرفية مضافة، يؤديها النقاد وفق نقاء ضمير وأخلاقيات مهنة وما تتضمنه من شروط ومواصفات تعلو ولا يعلى عليها.
من هذه الزاوية، قام «الشعب الثقافي» بانتقاء مجموعة أعمال أدبية لكتاب لهم باع في الثقافة، مرفقة بقراءة تعطيها إضافة ولا تبقيها مجرد نِتاج أدبي يضع على الهامش ولا يجد الاهتمام والرعاية والعناية.
رأت «الشعب الثقافي»، أنه من الضروري إدراج هذا الجنس الأدبي والفكري، النقد في منشورات مواضيع اختارتها هذا الأسبوع لما لها من أهمية في إنارة الرأي وإطلاع المواطن بمستجدات الساحة. منها ما ورد في مجلة العربي الكويتية، التي تستمر على نهج الجدية في معالجة القضايا الراهنة، منها ما يعرفه العالم العربي من هزات واهتزازات من زاوية أدبية يندى لها الجبين.
جاء النقد والتحليل المعاكس لكشف زوايا وظلال خارطة جيوسياسية متغيرة، مندفعة تحت تأثير تناقضات الداخل وصراعات الخارج وأجندته المضبوطة الممنهجة لتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم في الخريطة العربية التي لم تتحرر بعد من «اتفاقية سايكس بيكو» ووعد بلفور المشؤوم وما خفي أعظم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024