ها هو عام أخر يمر، حاملا معه لحظات وأوقات فيها الحلو والمر، النجاحات والإخفاقات، الخيبات والإنجازات، ستبقى في الذاكرة مهما طالت السنوات، تضاف لعمر الشاب في رحلة بحثه عن الوجود والتفوق في هذه الحياة، المليئة بالأشواك والصعاب والمطبات.
تمضي الأسابيع وتختفي الشهور وتذوب الأعوام في لمحة بصر، ترحل بالإنسان نحو مستقبل يراد أن يكون لتجاوز الآلام، وتحقيق الأحلام واستدراك الأخطاء وتغيير الأحوال، واستبدال الإخفاقات نجاحات، والخيبات إنجازات.
العام الجديد 2017 هو مناسبة لكل شاب من أجل أن يضيء جوانب عديدة من زوايا حياته، داخل محيط فيه مخاضات عسيرة، وهو فرصة لاستشراف ماهو قادم، وتجديد طاقاته وأفكاره، ورسم خططه لتحقيق أهدافه، والجلوس مع نفسه لقراءة ووصف وتحليل ماضيه، ومقارنة واستنتاج أيامه ولياليه، والوقوف وقفة محاسبة لتدارك ما فات، والعزم على الانطلاقة من جديد لبناء واثبات الذات.
لا يهم مجال تخصص دراسته، ولا طبيعة وظيفته، ولا مكان إقامته، ولا يهم تغيُّر أرقام أعماره، ولا طبيعة أحواله، ولا مستوى علمه. ولا مجال فيه للبكاء على ما فات واللوم على ما ضاع، فالأهم هو التركيز على ما هو قادم، والنظر إلى المستقبل بتفاؤل، واستعراض ماحدث بوعي وتمعن، وتفسير ماجرى بهدوء وتعقل، لتعويض الخسارة ربحا والفشل نجاحا، والحرص على تقويم الاعوجاج، وعدم تفويت الفرص التي تأتي نادرا.
الميزان الحقيقي الذي يزن به الشاب عمره وحركته في الحياة، هو أن يعرف ما حققه في عام انقضى، وماهو هدفه في السنة المقبلة، والتفكير في القيام بعملية جرد للمنجزات، ومناقشة النفس على الإخفاقات، والكشف عن أسباب الغلطات، حتى لا تتكرر في قادم السنوات.
هناك مع الأسف من يرفض رؤية عيوبه، والاعتراف بأخطائه، والانشغال بغيره ومحيطه، وتعليق عدم تجسيد أهدافه على شماعة الزمن والوقت غير الكافي، فيقع في فخ تكرار الفشل وإعادة نفس الأخطاء، فيفوته الزمن ويضيع عمره ومستقبله دون أن يشعر.