«الزائدة الأدبية» إلى أين؟

بقلم: نور الدين لعراجي
18 نوفمبر 2016

 

كثيرا ما تشعرنا الحياة بأننا لا شيء في هذا الوجود  في هذا الزخم الكبير من ترسباتها، وما نحن إلا مجرد هواجس ذاتية تغرد في العلياء كي لا تصاب بعدوى الكبرياء والكسل وسفلس التعالي والتباهي، فبقدر ما نحاول صناعة الفرح والانخراط فيه، تصادفنا ممهلات بعض المنتسبين لحقل الإبداع والكتابة فتارة يصابون بجنون العظمة وتارة يغرقون في الأنا السابحة في الحلم، يصنعون أمجاد الخرافة بالمجان دون سيط ولا فيض.
في كل يوم تصادفك خرجات لا قبل للمشهد الثقافي بها يتراءى أصحابها جهارا نهارا، يتلذذون في قذف بعضهم بعضا، يقيمون محاكمات للذات ويغضون البصر عن نصوص قد تزعجهم لأنها تمتلك من الإبداع ما يفيها حقها من الجمالية واللغة والتماهي في أحلى معانقة لغوية.
مزايدات تتجدد كل يوم، تكبر في الفضاء الأدبي كما تكبر الزائدة الدودية عند المرء، أليس الكاتب مرآة عاكسة لذاته ونصوصه وبيئته وتجاربه، أليس منطلق المبدع هي الذات الإنسانية الجميلة المسالمة، الذات التي تزداد كل يوم في حجم العطاء والتألق وتخلق مساحات جديدة للفرح والدهشة والحبور.
متى يكبر مبدعونا كما تكبر إبداعاتهم الجميلة ؟ متى تكبر الأشياء الجميلة فيهم ويتركون الحزازات جانبا، متى توضع النصوص العطرة على محك النقد الوسطي، لا هو نقد المحاباة ولا بالمعاداة، بل التعمق في دلالات النص الإبداعي وشخوصه وتناصه وسيميائيته، هذا الذي نريد أن نصبو إليه، حتى نسمو اكبر بمبدعينا وكتابنا نحو أفاق خالدة ريحانها الجمال الفني وقطوفها اللغة .
المبدع الذي لا يمنعه الأدب عن احترام الرأي الأخر، والأخذ والعطاء معه، هو قلم بدأ فاشلا وينتهي إلى الفشل، لا شك في ذلك، لان الصعود إلى القمة لن يكون على شرفات الأطلال، بل على الذاكرة الحية للإبداع الحامل للقيم والمبادئ المثلى، أما الحنون والتهور فذلك لن يكون إلا داخل النص الأدبي لا خارجه، دعونا نراكم كتابا في المرآة لا أشباه كتاب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024