مـاذا لـو..

¯ يكتبها: توفيق يوسفي
06 أفريل 2013

تستنفر الدول الغربية المهيمنة اليوم هيئات المجتمع الدولي وتحشد تأثيرها وإمكانياتها السياسية والمادية والعسكرية، وتتحالف جميعها، بشكل أو بآخر، من أجل حل الأزمة السورية التي لا يزيد عمرها عن السنتين فقط، وهي محنة تستوجب التسوية بأسرع ما يمكن بسبب استمرار نزيف دم الشعب السوري الشقيق ولكن ليس بالطريقة المنتهجة حاليا!.
بنفس الإرادة والإصرار والتجند، تحالفت هذه الدول وسخرت جهودها وضغوطاتها، الشرعية وغير الشرعية، ووجهتها لتحرير الأراضي الكويتية بعد اجتياحها من طرف قوات الجيش العراقي.. وأيضا لإزاحة سلوبودان ميلوزوفيتش من رئاسة يوغسلافيا الاتحادية سابقا بعد تحديه للدول العظمى.. ولتسوية أزمتي دارفور وجنوب السودان المفتعلتين من أجل تفتيت أكبر دولة في الوطن العربي وإفريقيا.. وللإطاحة بالراحل معمر القذافي وتصفيته.. ولمحاربة الجماعات الإرهابية بشمال مالي.. كل ذلك تم في أوقات قياسية!.
هذا بعض مما تستطيع الدول المسيطرة على النظام العالمي الحالي تحقيقه حينما يتعلق الأمر بتوسيع وحماية مجال مصالحها عبر العالم ولو عبر العودة لاستغلال مستعمراتها ومناطق نفوذها السابقة حيث تقوم بتطويع أي شيء من أجل ذلك بما في ذلك الشرعة الدولية لحقوق الإنسان!.
فلو أن هذه الأطراف المتحكمة في تسيير شؤون العالم، قامت بالشيء نفسه، وعبّأت جهودها وطاقاتها، وسخرت مؤسسات المجتمع الدولي.. لتم التوصل لحل القضية الفلسطينية القضية الجوهرية والمركزية للعرب والمسلمين، أقدم قضية في العصر الحديث.
ولتم فرض تطبيق لوائح وقرارات الأمم المتحدة الملزمة الخاصة بتسوية القضية الصحراوية عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه يُمَكِّن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية وسيادة.
ولتم توفير الحماية الدولية لمسلمي الروهينغيا بميانمار الذين يتعرضون يوميا لحرب إبادة وتطهير عرقي ممنهجين وعمليات تقتيل جماعي حرقا على يد البوذيين والنظام العسكري الحاكم، وتقديم المتورطين أمام محكمة العدل الدولية.
ولتم إيجاد معالجة جذرية وفعالة لكل المشاكل والصعوبات الاقتصادية التي تغرق فيها الشعوب الفقيرة والمتخلفة مثل المجاعة والأوبئة والتخلف..
ولتم القضاء على كافة بؤر الحروب والتوتر والنزاعات المسلحة والانقلابات العسكرية التي لم يعد أحد اليوم يستغرب كونها صارت، حصريا، لا تثار إلا في الدول العربية والإسلامية، وبعض البلدان الإفريقية..!.
بكل بساطة، لو يتم ذلك لعشنا في عالم بمشاكل ألطف ونزاعات أقل.. وفي المقابل بسلام أكثر وعدالة أكبر..
لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024