إن قضية القدس ستبقى محور القضية الفلسطينية وعاصمة دولتها وذلك سيتحقق بفضل النضال المستمر للشعب الفلسطيني هناك في أرض الرباط وكل الشعوب العربية والإسلامية والشرفاء الذين أخذوا على أنفسهم عهد مناصرة القضايا العادلة في هذا العالم دون أي اعتبارات أخرى.
إن هذه المعركة المستمرة من أجل القضية الفلسطينية لعب فيها الإعلام ولازال دورا محوريا سواء من خلال مواجهة و كشف زيف وكذب الدعاية الصهيونية التي تعمل على تزوير الحقائق و إظهار جيش ودولة الاحتلال الصهيوني بمظهر الضحية التي تدافع عن نفسها، بينما الدفاع عن النفس في قاموس الاحتلال هو قتل الأبرياء والأطفال هذا من جهة و من ناحية أخرى ساهمت وسائل الإعلام في إيصال صوت الفلسطينيين الذين يعانون من إرهاب دولة تمارسه دولة الاحتلال الصهيوني في حق الأبرياء منذ 60 عاما دون أن يحرك هذا العالم ساكنا لأن سياسة الكيل بمكيالين تظل اللغة الغالبة ومنطق حق القوة وليس قوة الحق هو الذي يحدّد تصرّفات المجتمع الدولي الذي ترعى بعض دوله الكبرى - بكل أسف - الإرهاب الصهيوني الممنهج في حق الفلسطينيين الذين لا يطالبون بأكثر من إقامة دولتهم المستقلة تكون عاصمتها القدس الشريف.
لا يمكن الحديث عن مأساة الشعب الفلسطيني دون التطرق إلى فصل مظلم من حلقاتها وهو ملف الأسرى من أطفال، نساء وشباب فلسطينيين يرزحون في غياهب سجون الاحتلال إلى درجة أصبحنا معها نتحدث عن عمداء الأسرى ما يثبت أمد وطول العقوبات الجائرة التي تعجز الأرقام عن إحصاء بعضها، بل تعمل سلطات الاحتلال جاهدة حتى يبقى هذا الملف خارج مجال التغطية الإعلامية من خلال سياسات التعتيم المقيتة ولكن إصرار نساء ورجال الإعلام من أمثال زميلتنا الفقيدة أمال مرابطي التي دفعها حب الاطلاع والفضول الصحفي المشفوع بعشق وحب فلسطين إلى الانخراط في معركة التعريف بمعاناة الأسرى الفلسطينيين وكشف ممارسات الاحتلال في حقهم ولكن لكل أجل كتاب فانتقلت إلى جوار ربها على تلك القناعة ولم تتخل عن مواصلة هذه المعركة إلى آخر لحظة من حياتها والمعركة لم تنته بعد ولكن يكفيها شرفا أنها أدّت ما عليها اتجاه قضية آمنت بها وناضلت من أجلها.