باتت الصراعات الداخلية الفلسطينية بين الطوائف السياسية تؤثر سلبا على مسار المفاوضات مع المحتل الإسرائيلي، هذا الأخير الذي استغل الفرصة لضرب الجبهة الداخلية وتوظيفها كنقطة ضعف لتعطيل عملية إحلال السلام، إلا أن القيادة الفلسطينية تبقى متمسكة بالوحدة الوطنية بمساهمة كل الأطياف السياسية دون إقصاء طرف.
في هذا السياق، جاء تأكيد عضو اللجنة السياسية لحركة فتح ورئيس الاتحاد الرياض الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب على نهج القيادة الوطنية الممثلة في حركة التحرير الفلسطينية (فتح)، حيث قال إنها لا ولن تقصي أبدا أي طرف في تشكيل حكومة وحدة وطنية، متأسفا لتصاعد الشعارات المفرقة للشعب الفلسطيني.
ويفهم من كلام المتحدث، أن بناء دولة قوية وذات أسس عربية إسلامية لن يكون إلا بمشاركة كل الطوائف، مستخدما عبارة “إخواننا”، كدليل على النهج الذي تسير وفقه القيادة الحالية برئاسة محمود عباس، نحو تحقيق الاستقلال الفلسطيني وفق ما تمليه الشرعية الدولية.
وبحسب تصريحات اللواء، فإن أيّ مبادرة لتحرير فلسطين تتم تحت غطاء ديني لا يخدم مصلحة بلده ومن شأنها تأجيج الوضع أكثر ولا تخدم مصلحة البلاد التي تضع الاستقلال نصب عينيها خدمة للشعب الفلسطيني الذي يمثل الشرعية الوحيدة لصوت السلام في العالم.
كما استخدم اللواء الرجوب مصطلحات إنسانية ومتسامحة في كلامه مع الصحافيين، رغم غطائه الأمني والسياسي المتسم بالصرامة والصلابة في النقاش عن قضية الاحتلال التي توهن البيت الفلسطيني، حيث رفض العبارات المقسّمة للشعب الفلسطيني، على غرار “فتح” أو “حماس”، متمسكا بمصطلح المواطنين.
ويطرح معظم ممثلي الطوائف السياسية الفلسطينية، أن ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني هو الورقة الرابحة لتحقيق السلام في المنطقة، عن طريق الحصول على الاستقلال وفقا للشرعية الدولية، حيث بات لزاما على كل القيادات الفلسطينية جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والتقدم نحو المسار الصحيح لوضع سكة الاستقلال على ثوابت متينة.