مسؤولية الإعلام

حكيم بوغرارة
27 جوان 2015

تمتلك مختلف وسائل الإعلام دورا كبيرا في محاربة الإرهاب وعدم الدعاية للأعمال الإرهابية، حيث أصبح تأثير السلطة الرابعة كبيرا بعد الثورة التكنولوجية التي حدثت واسترجاع التلفزيون لدوره الريادي بعد أن تراجع لسنوات أمام الصحف المكتوبة والإذاعة.
إن التعامل مع الأخبار الأمنية يخضع للعديد من الاعتبارات والقيم يجب على وسائل الإعلام أخذه بعين الاعتبار، فبين ضمان الحق في الإعلام والحفاظ على المصالح العليا هناك العديد من الأمور التي يجب مراعاتها لعدم الوقوع في الدعاية للأعمال الإرهابية ومنه الدخول في متاهات القوى الكبرى، التي تسعى لاستغلال عولمة الإرهاب للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وإثارة الفوضى وفقا لخطط غير معلنة وهو ما يدعو للحذر من نشر الأخبار باندفاع وبدون مراجعة وانتقاء.
إن الدعاية التي استفاد منها ما يسمى “تنظيم داعش” لم يسبق وأن استفاد منه أي تنظيم إرهابي حتى بات التنظيم رقم 1 في مشهد يؤكد وجود قوى خفية تريد أن تجمع كل التنظيمات تحت لواء هذا الوحش الدامي، مع التركيز على نشاطه يوميا وفسح المجال في كبرى القنوات الفضائية العالمية لنشر بياناته والتغييرات التي تمس هيكله وهذا لإيهام الرأي العام العالمي بأن “داعش” هو من يقف وراء الفوضى والخراب الذي تشهده المنطقة العربية والإسلامية.
ويتضح من توجهات كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية إلى تنصيب “داعش” خليفة لتنظيم القاعدة الإرهابية في إطار إستراتيجية جديدة من الغرب لبسط السيطرة على الشرق الأوسط والفوز بصفقات تسلح تجعلها تتجاوز أزماتها المالية.
ويستثمر الإعلام الغربي في شحن الضغائن والحقد بين الشيعة والسنة لتقوية ما يسمى تنظيم “داعش” واستقطاب الشباب العربي للقتال والتطاحن فيما بينهم، ويظهر أنها خطة صهيونية تهدف لإضعاف عديد الدول التي تهدد أمنها على غرار لبنان التي نجحت في جر حزب الله للمستنقع السوري وإدخاله في حرب استنزاف تجعله في موقع ضعف أمام إسرائيل.
كما تعمل مختلف وسائل الإعلام على تصدير “داعش” لمصر وليبيا وتونس وغيرها من خلال محاولة إقناع الخلايا النائمة بقوة التنظيم وتشجيعهم على القيام باعتداءات والانخراط في التنظيم، كما يتم استغلال مساحات التواصل الاجتماعي لإقناع الشباب بتبني الأفكار “الجهادية” على حد تعبيرهم.       
إن وسائل الإعلام مطالبة بالتفريق بين الجانب التجاري الذي يمكنها من جلب الإشهار وتحقيق الأرباح ولكن يبقى الهدف الأول والأخير هو تثقيف الرأي العام وتوجيهه وتنويره بأمهات القضايا مع فتح المجال للخبراء والمختصين للحديث عن التهديدات الحقيقية والدعاية المضخمة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وهو الفخ الذي تنصبه القوى العظمى التي تحاول إرجاع يومياتنا خوفا ورعبا في صورة متشابكة ومعقدة يجب التفطن لها.
إن حرية الإعلام تقتضي أن نكون مسؤولين مثلنا مثل السلطات أمام المجتمع لأن الفوضى والخراب لن  ترحم أحد.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024