من أجل حرب فكرية ضد الإرهاب ..

أمين بلعمري
26 جوان 2015

عرف يوم أمس، الموافق لثاني جمعة من شهر رمضان الكريم اعتداءات إرهابية دموية في كل من الكويت وتونس وفرنسا والصومال ليتأكد مرة أخرى الطابع الدولي لظاهرة الإرهاب وأنها هجومات منسقة ومدبرة بإحكام، كما تثبت مجددا أن الإرهاب يستهدف الإنسان أينما كان سواء في مسجده أو في مصنعه أو ... الخ  وهذا بغض النظر عن دينه أو عقيدته، ما يعني أن الإرهاب ليس له دين، لا وطن له ولا جنسية وأن الجميع مطالب بالعمل من أجل محاربة هذا السرطان الخبيث الذي ينخر جسد البشرية جمعاء.إن هذه الظاهرة تحتاج اليوم إلى تجند أكبر على الصعيد الفكري لإجهاض الفكرة الإرهابية في رحمها وأنه آن الوقت لكي تصل هذه الظاهرة إلى سن اليأس لكي تصبح عاجزة على إنجاب المزيد من القتلة وسفكة الدماء، حيث إن المكافحة الأمنية للإرهاب لم تعد كافية وحدها ويجب أن تكون مرفوقة بحرب فكرية شاملة، يشارك فيها الجميع وعلى رأسهم العلماء، المخلصين منهم  لدينهم وأوطانهم في كل البلدان الإسلامية لعزل أولئك القتلة المرتزقة من خلال رفع قناع الدين عنهم وتعرية عقيدتهم الشيطانية الفاسدة التي تستثمر في مناسبات المسلمين وأعيادهم لتضاعف من أعمالها الإجرامية تحت مسمى “الجهاد”، وبهذا فقط تنكشف الرؤوس المدبرة التي تشكل النواة الصلبة للإرهاب الدولي، فلا تقوم هذه الرؤوس بإغراء الآلاف من الشباب اليائس من واقعه ووعده بجنة فردوس مزعومة أو بالقليل من الأموال والدراهم لتحولهم إلى حطب في حربهم القذرة التي تخدم أجندات لم تعد تخف إلا على غبي أو معتوه.لقد شد انتباهي خبر صدور قانون في كينيا مؤخرا ينص على تخصيص سجون للإرهابيين وإبعادهم عن باقي المساجين، وهي فكرة ذكية تشكل إحدى حلقات مكافحة الإرهاب على الصعيد الفكري، خاصة وأن الحركات الإرهابية تعول كثيرا على التجنيد داخل السجون بل إن الكثير من المساجين في قضايا القانون العام وقضايا أخرى التحقوا بتلك الجماعات بعد تجنيدهم وهم يقضون عقوبة السجن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024