استقطب التطور الصناعي الذي تعرفه الجزائر العديد من الدول الإفريقية، التي أبدت إعجابها بالمنتوج الوطني، في انتظار أن تعمل الدبلوماسية الجزائرية والقائمين على الصناعة والفلاحة بدورهم لتصدير المنتجات الجزائرية إلى إفريقيا التي تعتبر سوقا واعدة.
وقد أبدى رؤساء تشاد والنيجر والسنغال والبنين اهتماما كبيرا بما تتمتع به الجزائر في مختلف المجالات، التي يمكن أن تساعد تلك الدول على تحقيق تكامل اقتصادي فيما بينها وكسر احتكار الأوروبيين والصينيين للتجارة مع الدول الإفريقية.
لقد ارتفعت وتيرة الزيارات بين مختلف المسؤولين الأفارقة وتقريب وجهات النظر فيما بينهم، وهو ما يؤكد وجود تحولات كبيرة في العلاقات الإفريقية ـ الإفريقية وباتت على يقين بأن حل مشاكلها فيما بينها بعيدا عن تأثير مخابر الاستخبارات الغربية التي لم تجلب سوى الخراب والدمار وايبولا والديون والترهيب والتجارة بالسلاح والرقيق وغيرها من الآفات التي جعلت القارة السمراء تتراجع إلى الوراء كثيرا.
كما أن المد الإرهابي الذي تعرفه القارة السمراء والذي يظهر بأن له أهداف أجنبية تتمثل في إبادة شعوب القارة السمراء والتقليص من الكثافة السكانية حتى تكون الشركات المتعددة الجنسيات الحاكم الوحيد في تلك الدول وتمكينها من الثروات الباطنية ومنابع الطاقة.
إن قرار تعيين روبرت موغابي على رأس الاتحاد الإفريقي يعكس قناعة الأفارقة من ضرورة عودة الرموز لصناعة الأمل والنجاح للقارة ومحاولة إيجاد مخرج لمختلف المشاكل وهو ما يمكن أن تستغله الجزائر لتصدير سياراتها “رونو” والفائض من المنتوج الفلاحي لضمان تمويل خارج المحروقات والمساهمة من جهة أخرى في تعزيز التنمية بالقارة السمراء.
لقد قامت إيران بتنظيم العديد من المعارض بالقارة السمراء ومختلف القارات، للتعريف بالإنتاج الصناعي والزراعي وهو ما ينقصنا نحن في الجزائر فالبعثات الدبلوماسية مطالبة بالتحرك والبحت عن مساحات للتعريف بالمنتوج الوطني الذي حقق الكثير من النجاحات، لكن يبقى التسويق وغياب إستراتيجية للتصدير هو الذي يقف وراء نكسات المنتوج الوطني، وقد تمكنت الغرفة التجارية والصناعية للزيبان من ولوج السوق الأسيوية من أندونيسيا في مشهد يدعو للاقتداء به في ظل الإمكانيات والعلاقات الطيبة التي تربط الجزائر بعديد الدول.
السوق الإفريقية الرهان
حكيم / ب
03
فيفري
2015
شوهد:470 مرة