كم يبدو الاحتلال المغربي مثيرا للشفقة وهو يسوّق المزاعم والمغالطات، ويكيل التّهم ويوزّعها جزافا على هذا الطرف وذاك، لدرء خطيئته الكبرى في الصحراء الغربية التي انتزعها عنوة من أصحابها الحقيقيين قبل أربعة عقود، ويصرّ على ضمّها إلى أراضيه ضاربا بالشرعية الدولية وقراراتها عرض الحائط ، ممارسا كل أشكال التّرهيب و الابتزاز لثني الشعب الصحراوي عن المقاومة التي اتّخذها سبيلا لاستعادة حرّيته وحقّه المشروع في الاستقلال.
حملة الادّعاءات والمغالطات التي يطلقها المغرب من خلال أبواق إعلامه الضال، بقدر ما هي مجانبة للصّواب والحقيقة، وتنمّ عن ضعف في الحبكة والإخراج، فهي تعكس بما لا يدع مجالا للشكّ حجم الهزيمة التي تحاصره أمام تنامي التأييد الدولي للقضية الصحراوية، وارتفاع الأصوات المطالبة بتفعيل القرارات الأممية التي توصي بحلّها من خلال استفتاء حر ونزيه تكون الكلمة الفصل فيه للشعب الصحراوي وآخر هذه الأصوات كان للاتحاد الافريقي الذي شدّد في دورته الـ24 بأثيوبيا على ضرورة تحرير آخر مستعمر في القارة السمراء.
وفي أغرب حلقة من مسلسله اللامتناهي لتزييفه الحقائق ونشر الادّعاءات الباطلة، صوّب الاحتلال المغربي سهامه المسمومة لضرب مصداقية ونزاهة ممثل الشعب الصحراوي “جبهة البوليساريو” ومعها الجزائر، حيث اتّهمهما بتحويل المساعدات الإنسانية التي يقدّمهما الاتحاد الأوروبي للاجئين الصحراويين عن وجهتها الصحيحة.
الكذبة التي جاءت حبكتها ضعيفة وإخراجها ساذجا، سرعان ما تم ّ نفيها من الجهات المخوّلة بجمع المساعدات و تأمينها إلى غاية إيصالها إلى مستحقيها في مخيمات اللاجئين، حيث أكد مسؤول عن دائرة المساعدات للمفوضية الأوروبية، وممثلة برنامج التغذية العالمي،بأن المساعدات تصل إلى الصحراويّين في ظلّ الشفافية والصرامة، وتنقل في حاويات مغلقة بإحكام تحت المراقبة ولا تفتح إلاّ ساعة توزيعها.
ويبقى على الاحتلال المغربي الذي لا يتوانى للأسف الشديد عن استعمال أغرب الأساليب بمعركته الخاسرة في الصحراء الغربية، أن يتوقّف عن اعتبار الجزائر طرفا في نزاعه مع الصحراويين، ويكفّ عن جعلها شمّاعة يعلّق عليها هزائمه وخيباته، فالجزائر أكبر من أن تتاجر بمآسي الآخرين، أو أن تكون لها أطماع في مساعدات تقدّم لشعب هي من أكبر مناصريه وداعميه، و حاميه إلى غاية استعادة أرضه المسلوبة.
حبل الكذب قصير
فضيلة دفوس
02
فيفري
2015
شوهد:566 مرة