يجمع الاختصاصيون في عالم الكرة المستديرة على أن العمل الطويل المدى هو المسار المنطقي في أي فريق، وإعطاء الثقة للمدرب يكون من خلال إمكانياته المعترف بها بفضل النتائج التي حققها من قبل في مساره .. هذه النظرة للأسف لا تكون مطبقة في العديد من الأحيان، الأمر الذي يؤدي إلى فشل مشروع يتم تسخير له كل الإمكانيات .
فالعشوائية في تقييم عمل المدربين طغت على المتتبعين، وهنا نتحدث عن الوضعية التي مرّ بها الناخب الوطني الحالي كريستيان غوركوف، فبالرغم من تحكمّه التكتيكي المميّز وقدرته على تحضير المنتخب طالته انتقادات كبيرة مباشرة بعد الإنهزام أمام غانا في كأس افريقيا الحالية، أين ذهب العديد من المحللين إلى اعتبار اختيار غوركوف ليس صائبا للإشراف على “ الخضر “ .. وإن الأعذار التي قدمها بعدم تأقلم اللاعبين مع الظروف المناخية وأرضية الميدان غير الصالحة ليست مقنعة .. وبدون شك سوف يتعثر الفريق الوطني في مباراته الثالثة أمام السنغال ...
لكن حدث وأن الاستراتيجية التي تابعناها يوم الثلاثاء الماضي في اللقاء الأخير للدور الأول أن الفريق الوطني وصل إلى درجة كبيرة “ النضج “ في تسيير اللحظات الحاسمة، وأبهر كل المتتبعين بمستوى فني وتكتيكي ذكّرنا بمسيرته في المونديال البرازيلي .. أين وضع حاليا بالفعل في خانة المنتخب المرشح رقم واحد لنيل اللقب .
وبالتالي ، فإننا نقول أن الرياضة هي منافسة مفتوحة وكرة القدم ليست علوم دقيقة .. أين لا يمكن الحكم على مدرب من خلال مباراة واحدة .. وإنما تقييم مسيرة بصفة موضوعية وإعطاء كل التفاصيل المنطقية لأي تحليل .
فقد أثبتت التجارب السابقة أن إعطاء الوقت لتقني كفء هو المخرج الوحيد للوصول إلى النتائج الباهرة .. فالكل يتذكر في هذا المقام ان المدرب الوطني السابق هاليلوزيتش تلقى انتقادات كبيرة بعد المسيرة المخيّبة لـ “ الخضر “ في كأس افريقيا 2013 في جنوب افريقيا لكن “ الحكمة “ التي سار بها مسؤولو الفاف في تجديد الثقة فيه جعلته يواصل عمله ويحقق أكبر رنجاز لكرة القدم الجزائرية في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل ....
أين المنطق ..؟
حامد حمور
29
جانفي
2015
شوهد:524 مرة