أعطى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، تعلميات صارمة من أجل الاهتمام بتنمية الجنوب والهضاب مرافعا من أجل الحكامة في تجسيد المشاريع ومنحها الأولوية القصوى تلبية لاحتياجات ملحة.
وحدّد الرئيس في الاجتماع المصغر، أمس، محاور خارطة الطريق التي تعد استكمالا لبرامج خاصة وجهت للجنوب والهضاب منذ 2006. وهي السنة التي خاض خلالها رئيس الجمهورية زيارات ميدانية رافع فيها لتحريك عجلة الإنماء والبناء في منطقة تشكل القلب النابض للجزائر. وهي منطقة فرضت نفسها خيارا استراتيجيا في مختلف المخططات الخماسية. وزادت أهميتها في الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر في محيط إقليمي ودولي مضطرب وستار ناري بدول الجوار.
ويجب الاعتراف بأن صندوقي دعم التنمية في الجنوب والهضاب قد قدما الشيء الكثير للسكان وساهما في التنمية البشرية ممثلة في الربط بالشبكة المائية، الكهرباء والغاز ومختلف الإنجازات السكنية والتشغيل. ولا ننسى ما جاء به مشروع إيصال الماء من عين صالح إلى تمنراست حامل تسمية مشروع القرن الذي استقبله السكان بأقصى درجات الصبر والانتظار. ورأو فيه منطلقا للتنمية المستديمة.
لكن هذه المشاريع لم تشكل غاية في حد ذاتها، بل وسيلة تتبعها مشاريع مكملة مندمجة تخدم الإنسان وتحدث التوازن البيئي وتستجيب لانشغالات السكان وطلباتهم. وعلى هذا الأساس كان الرئيس صارما في إعطاء أوامر للحكومة من أجل إرفاق كل مشروع أو إنجاز بشروح مستفيضة تكشف أسباب ودوافع الاختيارات، تجعل المواطنين لا سيما في ربوع الجنوب الكبير والهضاب شركاء وتدمجهم في الحسابات والرؤى دون تركهم على الهامش عرضة للإشاعة والدعاية التي تغذيها أطراف تتحرك لإعطاء صورة أخرى عن معركة التنمية والحركية. صورة نمطية تيئيسية تسوّد الواقع وتسوّق لليأس والإحباط.
على هذا الأساس، حسم الرئيس في مسائل محل جدل ومضاربة منها الغاز الصخري قائلا أن استغلاله ليس واردا في الوقت الراهن مذكرا بأن هناك سوء فهم ومخاوف أثارتها التجارب الأولية فقط.
وأعطى الرئيس بوتفليقة معلومات عن تواجد البئرين النموذجين اللذين لم يخرجا بعد عن نطاق الدراسة مشددا على إرفاق كل ذلك بنقاشات شفافة مع أهل الاختصاص لإظهار مدى احترام المتعاملين لشروط البيئة والصحة لاستغلال الطاقات المتجددة التي تعد ثروة ذات قيمة معتبرة يحسب لها ألف حساب.
خيارات استراتيجية
فنيدس بـن بلــة
26
جانفي
2015
شوهد:500 مرة