الإرهاب واحد

فضيلة دفوس
12 جانفي 2015

دعنا في البداية ننطلق من إدانتنا لكلّ أشكال الارهاب وعملياته الدموية في كلّ مكان، لنؤكّد رفضنا لمبرّراته ودوافعه مهما كان لونها.
دعنا نشارك أهالي الضحايا آلامهم  وأوجاعهم، التي ندرك أشدّ الادراك مدى فظاعتها ومرارتها، لنشدّد على ضرورة محاربة هذه الظّاهرة التي ابتلى بها العالم في العشريتين الماضيتين،
وأصبحت كالوباء القاتل لا تحدّها حدود ولا تكبحها جيوش.
لكن دعنا أيضا نقف عند ظاهرة  مصاحبة قد تكون غير مقصودة، لكنها بكل تأكيد مرفوضة وهي ذلك التّمييز المفضوح بين ضحايا الارهاب، حيث تهتزّ الدنيا ولا تقعد لمّا ترتكب عملية إرهابية
ويسقط ضحايا في الغرب، ولا تتحرّك شعرة أحد وآلة الارهاب الدموي تحصد يوميا المئات من التّعساء في بلاد العرب والمسلمين.
وقد يكون لهذا السّلوك الذي ينمّي الاحساس بالغبن والظّلم، انعكاسا على الحرب المعلنة على الارهاب منذ خريف 2001، حيث أخذت هذه الظّاهرة توسّع جغرافيتها وتحتل مواقع جديدة، لتحوّل دولا عديدة إلى مرتع لتجار الموت  والمجموعات الظّلامية تحت مسميات عديدة.
وبعد الجريمة النّكراء التي ارتكبت بفرنسا، أصبح لازما على الذين يقودون هذه الحرب أن يقفوا عند مسيرة 13 عاما من المواجهة ليبحثوا عن مكمن الاخفاق الذي يجعل حجم الارهاب  وخطره يكبران ولا ينحصران، ويضعوا استراتيجية جديدة بعيدة عن التمييز والاستفزاز، تقوم على محاربة الأسباب  قبل النتائج، وعلى تجفيف منابع التمويل   التي تسمح للإرهابيين بتجنيد وتسليح جيوش من الشباب عبر العالم، وقبل ذلك وبعده على وقف الحروب المشتعلة باسم “الرّبيع الزّائف” في عدة دول عربية، والتي أصبحت أكبر ضحية للإرهاب  وبؤرا لتصنيعه وتصديره، وإنهاء سياسة الكيل بمكيالين التي كثيرا ما تدفع إلى ردود فعل متطرّفة وعنيفة.
الارهاب واحد ووجعه واحد أيّا كان الانسان الذي يصيبه، ومحاربته تستدعي في كلّ الأحوال تكاثفا وتنسيقا دوليا، وأيضا إنهاء أجواء التّصعيد وتعزيز الحلول السّلمية للازمات، وإيقاظ الشّرعية الدولية من سباتها لإنصاف الشّعوب المقهورة، وغير ذلك ستطول معاناة الانسانية مع الارهاب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024