حينما نتحدث عن الأدب الأمازيغي، فإننا نجد أنفسنا في حضرة ذاك المزيج المميز من رائحة الأسطورة وعبق التاريخ، وضجيج السياسة ورنين الأحاسيس، وموسيقى الخيال وصلابة الانتماء.. الأدب الأمازيغي يعبر عن هذا الإنسان الذي واجه قساوة الطبيعة لعصور، فروّضها وروّضته، وتصدى للغزاة على مرّ القرون، فاستحق تسميته بالرجل الحرّ.
ولكن، بعيدا عن كل هذه المميزات والخصائص، فإن هذا الأدب جزءٌ من منظومة ثقافية كليّة، إذا مرضت مرض هذا الجزء معها، وإذا تعافت تعافى.. ولعل إطلالة في عجالة على الراهن الأدبي، سواء في الجزائر أو في امتدادها الإقليمي والحضاري والثقافي واللغوي والقوي، يجعلنا نتخوّف على حصتنا من الإنتاج الأدبي العالمي، ونفهم أن تمسكنا بمقوماتنا الحضارية، سيكون الضامن الوحيد لتفادي الذوبان في الثقافات المهيمنة، أو على الأقل تفادي التحول إلى استهلاك الثقافة المستوردة مثلها مثل باقي السلع والمنتجات الاستهلاكية.
لن نقول إن الأدب الأمازيغي بخير، ببساطة لأنه جزءٌ من كلّ، والكلّ ليس بالمستوى المطلوب منه.. ولكن أن نقول أن هذا الأدب لم يحقق قفزات أُريدَ لها أن تكون نوعية، وهذا في بضع عقود من الزمن، فذلك إجحاف في حق من كدّوا واجتهدوا وشمّروا على السواعد من أجل إخراج هذه الثقافة من رفوف الذاكرة، وتدوينها على الورق، وعلى صفحات مواقع النت..
ما كان أمس مجرّد حلم، خيالاته تدريس الأمازيغية كلغة، وترسيمها كلغة، والكتابة بها كلغة وثقافة ومكون لا غنى عنه، بات اليوم حقيقة، فما الذي يمنع من المضي قدما والإبداع بهذه الأداة التي تضمن لنا ألوانا إضافية على لوحة ألواننا الوطنية؟ آسڤاس آمڤاز وعام 2965 سعيدا للجميع..
آسڤاس آمڤاز..
أسامة إفراح
10
جانفي
2015
شوهد:498 مرة