في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات تطالب بالتدخل العسكري في ليبيا لحل الأزمة التي تعيشها، يزداد تصميم الأمم المتحدة على البديل السلمي قائلة إن الصراع و الاقتتال في هذا البلد يزيد من تعقيد الأمور و يؤدي إلى تقسيم البلاد و توسيع دائرة المواجهات وهي مواجهات لن يكون فيها رابح على حدّ تعبير بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا التي يرأسها برناردينو ليون، الذي يسعى جاهدا لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وجمعهم إلى طاولة الحوار مرة ثانية بعد نجاحه نهاية سبتمبر الماضي في لقاء بيني ليبي بغدامس.
إن العنف الذي تشهده ليبيا و اتساع رقعته إلى مناطق و مدن أخرى كانت إلى وقت قريب في منأى عنه، يؤكد أن الوضع لا يتحمل المزيد لأن شظايا هذا الصراع ستصيب عاجلا أم آجلا كل المنطقة ودول الجوار تحديدا، حينها سيكون الوقت قد فات لاحتواء هذه الأزمة التي أصبحت تطلق إشارات واضحة غاية في الخطورة و هي أن الوحدة الترابية للجارة ليبيا أصبحت مهدّدة شأنها شأن الشعب الليبي الذي وجد نفسه مهددا في قوته و مصدر رزقه الوحيد و هو النفط الذي تحوّل هذه الأيام إلى إحدى الأسلحة المستعملة في هذا النزاع الذي أصبح فيه كل شيء مباحا من أجل الاستحواذ على السلطة.
إن المسار الجاري لـ «صوملة» ليبيا بهدف بثّ الارتباك في كل منطقة الساحل الإفريقي من خلال ذلك ثم التسويق بعد ذلك لتدخل عسكري لحل الأزمة يخفي الكثير من علامات الاستفهام حول نوايا من يدفعون في هذا الاتجاه الذي لا يخدم لا الشعب الليبي ولا الاستقرار في ليبيا و المنطقة، بل على العكس تماما فإن ذلك سيؤدي إلى تقوية شوكة الجماعات الإرهابية و شبكات الجريمة المنظمة والتهريب المتحالفة معها.
الأكيد أن أكبر خدمة يقدمها المجتمع الدولي إلى الليبيين هي العمل على تخليصهم من دوامة العنف و الاقتتال و مصالحتهم مع بعضهم البعض من خلال إطلاق حوار جاد يجد فيه كل مواطن نفسه ضمن الدولة الليبية الجديدة التي يجب تأهيلها وتقويتها وتزويدها بمؤسسات قوية ومتماسكة يمكنها أن تجعل ليبيا لبنة من لبنات بناء السلام في المنطقة والعالم.
من يحاول «صوملة» ليبيا ..؟ !
أمين بلعمري
27
ديسمبر
2014
شوهد:510 مرة