تفرض التحولات العالمية حالات من الرخاء الاقتصادي والمعاناة في بعض الأحيان، جرّاء تدهور أسعار النفط مثلا، وهو ما يجعل مستوى المعيشة يتراجع بسبب انخفاض مداخيل البترول ومنه تظهر المواطنة من عدمها.
فالأعراف التي تربينا عليها تقول بأن الفرد والمجتمع والدولة يجب أن تأخذ حذرها عندما تكون الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في حالة جيدة لأن دوام النعم غير مضمون وسنة الحياة مبنية على التداول» من سره زمن ساءته أزمان» وهي الثقافة التي تغيب عنا نحن الجزائريين.
لقد أثبت سلوك الجزائري بأنه يقوم بكل شيء من أجل نيل حقوقه ولو بالكذب والتزوير، ويدير ظهره عندما يتعلق الأمر بالواجبات، وهو ما جعل العديد من السلبيات تطفو في السنوات الأخيرة، حيث زادت الأنانية بصفة كبيرة ولا أحد يأبه بمصير ومستقبل الجزائر.
انهيار أسعار النفط قد يكون نعمة لأنه سيكون ميزانا ومعيارا حقيقيا لقدرتنا على تحمل الصعاب ومدى الشعور بالانتماء للوطن الذي نعترف به فقط عندما يمنح بينما عندما يحتاج فالكل يصبح ناقما.
إن عدم الإسراف والتبذير قيم محرمة منذ بداية الحياة ولطالما تسببت في إفلاس واندثار الكثير من الحضارات والتاريخ شاهد على ذلك. ولكن هناك من أخذ العبرة وهناك من يعرف ويتعمد مثل هذه السلوكات المشينة التي يرى بعض المحللين أنها ساهمت وكانت من أكبر الأسباب فيما يعرف بـ «الربيع العربي»، ولا أحد يخفى عليه الإسراف والبذخ الذي دخلت فيه العديد من الأنظمة على حساب حق الشعوب في التنمية الأمر الذي أدى إلى فوضى كبيرة.
وعليه فالأزمات التي تمر بها دول تكون اختبارا حقيقيا لتمسك الشعوب وصبرها على المحن من أجل الاستمرار والصمود.
المواطنة والتقشف
حكيم/ب
26
ديسمبر
2014
شوهد:499 مرة