يعد المونولوغ نوعا من أنواع الفنون المسرحية، والذي يعتمد فيه التمثيل على شخصية واحدة، تواجه جمهورها قد تتألق وقد تخيب، نظرا لصعوبة الأداء، والفردانية في التمثيل. يتطلب المونولوغ، الموهبة أولا، والجرأة ثانيا وقدرة الفنان الفائقة للوقوف على الركح لأكثر من ساعة ونصف، ومواجهة جمهور متذوق وتواق لمسرحيات في المستوى، تصنع الفرجة والنكتة التي يتأسّس عليها هذا النمط الفني.
وبالرغم من صعوبة هذا النوع من الفنون، الذي وُلد من رحم الفن الرابع، إلا أن هناك العديد من الفنانين الجزائريين الذين رفعوا التحدي، وأطلقوا العنان لهذا النوع المسرحي، لإثراء الفن الرابع في الجزائر، ظهرت أسماء لها باع في عالم أبي الفنون، كانت وجهتها بعد ذلك إلى المونولوغ، الذي أصبح له جمهوره الخاص، نظرا لتفوق فنانيه في الأداء، وتقديم عروض من المجتمع تبرز مشاكل وهموم وهواجس الإنسان.
ويرى الكثير من فناني المونولوغ، إنه بالرغم من المكانة التي بات يحتلها هذا النوع المسرحي، والجمهور الذي بات يستقطبه، إلا ٠٠ أنه حان الوقت لدقّ ناقوس الخطر، بحيث يعيش أزمة حقيقية، بسبب اعتباره مجرد فن لملء الفراغ على الركح، أو هروب البعض من التكاليف المادية التي يكلّفها عمل مسرحي متكامل يضم مجموعة من الفنانين، وبأن المسرح اليوم لم يكوّن جيل عبد القادر علولة وعز الدين مجوبي، إلا من رحم ربي، متناسين بأن المونولوغ أصعب من المسرحية في حدّ ذاتها.
وبالرغم مما قيل ويقال، إلا أنه لا يمكن الإنكار أن المونولوغ فن قائم بذاته، ونوع مسرحي يحتاج إلى الدعم وتوفير الإمكانيات اللازمة للنهوض به أكثر، ودعم الجيل الجديد من الشباب الصاعد التواقين إلى ولوج عالم الفن الرابع ومنه المونولوغ، الذي يعتبر واحدا من أكبر الفنون في العالم والذي تمنح له الأهمية القصوى مثله مثل المسرحية.
المسرح الجزائري اليوم بحاجة إلى دعمه أكثر ودعم كل ما ينبع منه من فنون بداية من المونولوغ إلى المونودراما والوان مان شو.. هذا كله في سبيل خدمة الفن الجزائري بصفة عامة والفن الرابع بصفة خاصة.