يعد تسيير فترة الفوز والتألق من النقاط الأساسية لتطوير المستوى والبقاء في منحى ايجابي في المنافسات، وهو الأمر الذي حدث للفريق الوطني من خلال التخطيط المحكم لما بعد المونديال .. أين “فهم” الناخب الوطني الأمور بشكل جيد وواصل على نفس منوال الديناميكية التي أعطاها المونديال للكرة الجزائرية التي تأهلت بشكل مميّز للعرس القاري، وينتظر أن تكون المنافسة مواتية للمستوى المقدم من طرف زملاء فغولي.
لكن هذه النظرة تغيب في العديد من الأحيان بالنسبة لأنديتنا التي تتناسى هذا العنصر الأساسي، وتتغير أشياء كثيرة في رؤية مستقبل الفريق، كما رأينا بالنسبة لفريق مولودية الجزائر التي فازت الموسم الماضي بكأس الجمهورية، لكن الأهداف تغيّرت في رسم استراتيجية المستقبل بتغيير جذري للتشكيلة والاعتماد على لاعبين جدد بالجملة وذهب كل الجهد الذي أوصل الفريق الى القمة ليعاد بناء التشكيلة من “الصفر” والنتيجة ان العميد يتخبط في مشاكل كبيرة، أين لم تنفع القرارات الخاصة بتغيير الطاقم الفني لأن الانسجام لم يعد سيد الموقف داخل هذا الفريق العريق.
في حين أن وفاق سطيف الذي توج بكأس رابطة الأبطال الافريقية لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية بصيغتها الجديدة، يحاول “ تسيير الفوز “ بشكل منطقي .. فبالرغم من أنه ضيع هدف الوصول الى نصف نهائي كأس العالم .. إلا أن قرار ماضوي الأخير يثبت تمسك هذا التقني بالمبدأ المذكور من خلال إعلانه انه لن يترك أي لاعب مغادرة الفريق في الميركاتو الشتوي، وذلك من أجل العمل المتواصل الذي يعني الوصول الى أهداف أخرى بداية من محاولة الفوز بلقب البطولة، ثم التأكيد على المستوى القاري في رابطة الأبطال وقبله المنافسة على كأس إفريقيا الممتازة في القمة التي ستجمعه بالأهلي المصري في فيفري القادم .. فهل يصل ماضوي والوفاق الى مبتغاهم لنضمن بأن الفريق سيّر فعلا “تألقه القاري”.