سرالنجاح

حرصت وزارة الشباب منذ استحداثها في حكومة عبد المالك سلال على تعزيز الحوار والنقاش، حول أمهات القضايا التي لها علاقة بمشاكل وإنشغالات الشباب، والخروج للميدان للاستماع لهذه الفئة، التي تحاول أن تجد لنفسها مكانا وسط المتغيرات التي يعرفها العالم، والحراك التنموي الذي تشهده الجزائر منذ بداية الألفية الثالثة.
انتهاج الوزارة للغة التشاور والتواصل بدأ يعطي ثماره في جميع المجالات، وأصبح اليوم الشاب يشعر أكثر من أي وقت مضى أنه معني بكل البرامج والمشاريع التنموية في البلاد، ومن مسؤوليته أن يشمر على سواعد الجد لتحقيق الأهداف المسطرة والاندماج اجتماعيا واقتصاديا مع توفر الإمكانيات والأدوات.
ولأن الشباب هم الأصل الذي يبنى عليه مستقبل البلاد، عمدت الوزارة إلى تنظيم لقاءات وندوات دورية لتقييم ما أنجز وتحديد الأولويات وتعميق روح الاتصال بين الشباب، ودفعه أكثر نحو تفعيل دوره في الاستراتيجية الوطنية الطموحة على المدى الطويل لتنويع الاقتصاد الوطني والتفكير في مرحلة مابعد البترول.
وجاءت الندوة الوطنية الاقتصادية والاجتماعية للشباب، التي أنعقدت الأسبوع الماضي كتأكيد واضح على الاهتمام والرعاية الكبيرة التي توليها الدولة للشباب، فكان هذا الفضاء فرصة لهذه الفئة لتدلو بدلوها وتعبر عن مشاكلها وتقدم رؤيتها للمرحلة القادمة بكل حرية وديمقراطية، والتحاور مع الفاعلين ومسؤولي مختلف القطاعات لحل المشاكل التي تتخبط فيها.
هو إذا مجهود يبدل وعمل يثمن وحوارات تتجدد، ستساهم بدون شك في خلق تلك العلاقة الوطيدة بين الشاب ومسؤوليه، التي ستحدد مكمن الاخفاقات والنجاحات، فيرتقي الشاب بفكره وعمله، ويرتفع نسق الابداع والابتكار، ليتحقق التطور والتقدم المنشود. والأكيد أن الأيام القادمة تحمل الكثير من الآمال المعقودة على شباب حيوي ومتفتح، عازم على رفع التحدي، مؤمن بقدراته، ومتمسك بمبادئه، يعطي وينفع وينتج، لا مهدم ومحطم، فلا الدولة تستطيع تجسيد المشاريع والبرامج دون شباب مبدع خلاق للمعرفة والثروة، ولا الشباب بإمكانه تحقيق طموحاته وأهدافه دون دولة مشجعة للكفاءات، ومثمنة للمجهودات، ومدعمة للمبادرات، وحريصة على توفير الوسائل والأدوات، فبالتحاور الدائم تتقارب الأفكار وتتجانس الاقتراحات وتتوافق الرؤى نحو غد أفضل.