تحتل المكتبات البلدية مكانة هامة في المجتمعات وفي حياة الفرد على وجه الخصوص، وذلك للدور البارز الذي تقدمه خدمة للعلم والثقافة والفكر، من خلال ما تحتويه من كتب وإصدارات هي ملاذ المهتمين بالقراءة والمطالعة والبحث في مختلف المجالات والاختصاصات.
فالمكتبات البلدية تسهم في تشجيع القراءة بين أبناء المجتمع المحلي، و إحياء وتنشيط الجو الثقافي للبلدية المتواجدة بها، فضلا عن حفظ ونشر التراث الثقافي ، هذا إذا ما كان هناك الاهتمام الكافي بهذا الصرح الثقافي، الذي يلقى في الغالب التهميش وجعله قاعة للدراسة والمراجعة من قبل طلاب المدارس، وإغفال الدور الرئيس والحقيقي لمكتبات البلدية في التنمية الثقافية المحلية.
وعلى هذا الأساس فإن هذه المكتبات التي وجب أن تتوفر عليها جميع البلديات المتوزعة عبر القطر الوطني، بحاجة لا محالة إلى التفاتة السلطات، وجعلها من أهم الهياكل في الجزائر، وذلك عبر الارتقاء بالخدمة المكتبية الموجهة للرواد والباحثين عن طريق تفعيل دور المكتبة التربوي والثقافي في المجتمع، ومدّ جسور التواصل مع الجهات التربوية والثقافية.
ومن هذا المنطلق يرفع المهتمون بالشأن الثقافي، والغيورين على الثقافة الجزائرية انشغالاتهم للسلطات المعنية للاهتمام بكل ما من شأنه أن يسهم في تفعيل الحراك الثقافي بهذا الوطن، ورفع نسبة المقروئية على وجه الخصوص لدى الناشئة، والأهم من ذلك إسناد المهام لذوي الاختصاص، القادرين على تولي مسؤولياتهم على أكمل وجه وتسطير مشاريع مستقبلية تمس جميع الفئات دون استثناء، فضلا عن اقتراح خدمات مكتبية جديدة تتوافق وطلبات المنخرطين وروادها.
فالمكتبات البلدية صرح هام وجب أن تكون له مكانته ضمن انشغالات المسؤولين، للدور الكبير الذي يلعبه، وليس فقط مجرد هيئة بلا روح، تحتل لها فضاء دون أي جدوى.
هيكل بلا روح!
هدى بوعطيح
22
نوفمبر
2014
شوهد:591 مرة