القناطير المقنطرة من المخدرات تحجز يوميا عبر حدودنا الغربية، والمناطق الجنوبية.. قادمة عبر سيارات رباعية الدفع أصحابها مسلّحين لضمان مرور هذه البضاعة إلى مستقبليها، هذا ما يثير الكثير من الأسئلة ويطرح العديد من علامات الاستفهام.
محاولة إغراق الجزائر بهذه المواد السامة تقف خلفه شبكات محترفة تعمل وفق خطة جهنّمية تبحث عن ممرات جديدة لها، أدخلت في الآونة الأخيرة بلادنا ضمن حساباتها.. تنطلق من قارة أمريكا اللاتينية خاصة، عندما تشعر بأن هناك تضييقا للخناق عليها في مسارات اعتادت العمل وفقها.. ناهيك ما يأتينا من الحدود الغربية.
هذا الجار يريد عمدا إرسال كميات هائلة من أخطر نوع وهو القنب الهندي “كنابيس” إلى الجزائر للعب بعقول الشباب، لكن الأمر أكبر مما نتصور، أهداف هؤلاء الناس، إلحاق الضرر ببلادنا عن طريق التأثير النفسي في فئة عزيزة علينا وهذا بواسطة الإكثار من توجيه أطنان من المخدرات إلى الجزائر وهذا ما يفسّر الحجز المتواصل لكل ما يدخل حدودنا في الجهة الغربية، بالأمس كنا نستغرب من اكتشاف واحد كيلوغرام من المخدّرات، اليوم نقف على كمّيات لا يتصوّرها العقل آتية من مجموعات إجرامية تتلقى أوامر من “سياسيين محترفين” لضرب استقرار وتماسك المجتمع الجزائري.
يجب أن ننتبه إلى مثل هذه المخططات المعدة والجاهزة لتحويل الجزائر إلى منطقة عبور واستهلاك من قبل تلك الشبكات الدولية التي تديرها شخصيات معروفة ونافذة في بلد مجاور، همها وشغلها الشاغل هو كيفية تكسير الشباب الجزائري.. وإلا بماذا يفسر الكشف عن قرابة ٦٠ طنا في ١٠ أشهر فقط، مثل هذه الكمية الخيالية، لا يديرها منحرفون بل أناس لهم القدرة الكافية بالسماح بدخول أراضي الغير، وفي سيارات مصفحة وأسلحة فتاكة، هذا أمر ليس بسيطا، بل يتطلّب الكثير من الحيطة والحذر.
ولابد من الإشارة هنا إلى أن السلطات الجزائرية تكافح هذه الظاهرة بدون هوادة، تطارد يوميا كل أولئك الذين يتجرّأون على تجاوز الحدود محمّلين بهذه الآفات القاتلة، واقفة لهم بالمرصاد.
والإستراتيجية الجديدة التي يهتدي إليها المغرب في الوقت الراهن هو العمل على إدراج المخدّرات ضمن أي مسعى سياسي، ويتضّح ذلك جليا من خلال الدّفع بأعداد هائلة منها في أيدي الشباب، أو تجد مسلكا إلى أهدافها، ويتأكد ذلك مع التهاون واللامبالاة الذي يبديه هذا البلد في منع أي تسرب إلى الجزائر. بترك حدوده مفتوحة على مصراعيها، لتلك الشبكات ضامنا لها ممرا آمنا، بالتواطؤ معها، وهذا ما يتأكّد في كل مرّة، وزادت في التشديد عليها كل الدوائر المناهضة للمخدرات في أوروبا وعلى مستوى الأمم المتحدة كذلك لكشف هؤلاء البارونات.
التضييق على البارونات
جمال أوكيلي
02
نوفمبر
2014
شوهد:544 مرة