الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، متفائل بنجاح المفاوضات بين حكومته والحركات المسلحة والسياسية لشمال البلاد التي ترعاها الجزائر.
فمنذ فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية، يقوم الرئيس المالي بتسيير وضع صعب ورثه عن فترة الحكم الانتقالية، يميزها اقتصاد مترهل، وحالة أمنية مضطربة ومفاوضات حساسة، تشكل أولوية قصوى في أجندة الحكومة، باعتبارها الوعد الانتخابي الرئيسي الذي يرى في المصالحة أقوى الخيارات.
لم يتردد «إي.بي.كا» في تأكيد إرادته نحو التوصل لحل نهائي وتسوية شاملة لمشكلة الشمال التاريخية، واضعة الثقة في جهود الوساطة الجزائرية إدراكا منه بأنها الأكثر فهما لما يجري في الشمال وقدرتها على تعبئة المجتمع الدولي وتجنيده لمعالجة الأزمة سلميا.
ثقة كيتا في الجزائر كانت في محلها، فالمفاوضات بلغت الشطر الثالث والأخير، ورغم التفاؤل بنجاحها لا يمكن وصف المهمة بالسهلة أبدا، حيث ينتظر تعزيزا أكبر للثقة بين الجانبين وتقديم تنازلات أكثر في إطار ما يحفظ سيادة الدولة ووحدتها الترابية.
وبخصوص تخوفه من ولاء بعض التنظيمات في إقليم الشمال للتنظيم الإرهابي «داعش»، فذلك يمثل الشق الثاني للتحدي الأمني الذي تواجهه البلاد، فإلى جانب الصراع بين الحركات المسلحة وباماكو، هناك تحدّ مشترك لدول الجوار يكمن في الإرهاب الدخيل على المنطقة الذي لا هدف له سوى العبث بالأمن.
وسواء تعلق الأمر بالتحدي الأول أو الثاني، تظل مالي في حاجة إلى مساعدة ومرافقة المجموعة الدولية للخروج تدريجيا من الأزمة.
كيتا رجل المهمات الصعبة
حمزة محصول
26
أكتوير
2014
شوهد:557 مرة