الحلول الواقعية

جمال أوكيلي
26 أكتوير 2014

ماذا أعدت البلديات من إجراءات مستعجلة لمواجهة إنسداد البالوعات وتحوّل الطرقات إلى برك مائية وغيرها من المظاهر المقلقة، التي بمجرد سقوط القطرات الأولى يستحيل السير أو التنقل مشيا على الأقدام أو بواسطة السيارات، مما يشلّ الحركة في الكثير من مناطق البلاد.
هذه الحالة تتكرّر كل سنة للأسف وبشكل يثير الكثير من التساؤلات لدى المواطن عن المهام المخوّلة لهذه المجالس الشعبية المنتخبة التي لديها مصالح مختصة تشرف على هذه الأوضاع الناجمة عن السيول، إلا أن عمليا فإن الأمر غير ذلك في كل مرة تقع في نفس المشاكل التي شهدتها المواسم الفارطة.
والأدهى والأمر هنا، أن مسؤولي المصالح المكلفة بهذه الأعمال يقولون بأن كل شيء تمام وعلى أحسن ما يرام، لكن


عكس ذلك يلاحظ خلال تهاطل الأمطار جل الطرقات تمتلئ، ويصعب معها قطع المسافات المراد قطعها، وفي نفس الوقت تتسرب المياه إلى المنازل والمؤسسات والمحلات، هذا هو حالنا ناهيك عن النقص الفادح في وسائل العمل التي تبقى بدائية حدّا ولا ترتقي إلى المستوى المأمول، بدلا من استعمال أنابيب الضخ الكبيرة الحجم لإزالة المواد الصلبة المعرقلة لخروج المياه يستعين عمال البلدية بقضيب حديدي لا أكثر ولا أقل، وفي كثير من الأحيان تترك تلك البرك المائية لأيام طويلة، مسبّبة مشاكل كبيرة جدّا للمواطنين تعرقلهم كثيرا في قضاء لوازهم، نفس الشيء بالنسبة للأطفال.
وفي كل فصل تشرع فيه الأمطار بالسقوط يعتقد البعض من المواطنين بأن الوضعية سوّيت على مستوى الفضاءات الواسعة، إلا أن الأمر غير ذلك ويصابون بالضجر وهم يقفون على مظاهر غريبة، تبين النقص الفادح الذي تعاني منه البلديات في التكفل بهذا الأمر قبل الوصول إلى تلك الوضعية

الصعبة، أي تنظيف البالوعات بالأحياء والطرقات وضفاف والأودية تفاديا لأي طارئ.
لذلك، فإن الحل الوحيد يكمن في الإسراع من أجل التأسيس لوحدات التدخل العاجل لعمال البلديات على مستوى إقليمها، كلما سجلت حالات معينة لتسهيل عمليات مرور السيارات وتنقل الأشخاص لأن الطريقة المعمول بها حاليا تجاوزها الزمن ولا يخضع لأي منطق سليم، يخدم الصالح العام.
وعلى مستوى العديد من البلديات لم يكن هناك أي عمل في هذا الشأن ونقصد بذلك النشاط المسبق أو القبلي، الذي يعطي صورة واضحة عن الحالة الراهنة في كل المناطق التي اعتادت التعرض إلى فيضانات جراء إلى فيضانات جراء إنسداد مخارج المياه.
ولابد من الإشارة هنا إلى البعض من المواطنين يلقون بزيوت السيارات ومواد الدهن في تلك البالوعات، مما يصعب إنسياب المياه بالسرعة المطلوبة حتى مصالح البلدية لم تقم بإصلاحها وتركتها على حالها للأسف ولا نستغرب في هذه الحالة من تحوّل الأحياء والطرقات إلى بحيرات، فإلى متى هذا التهرب من المسؤولية وانعدام الحلول ذات طابع الديمومة بدلا من الترقيعية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024