بينما لا زالت دول ما يسمّى بالرّبيع العربي تتحسّس طريق الخلاص من أزمات أمنية وسياسية تزداد خطورة وتعقّدا، وتبحث عن قشّة النّجاة التي تنتشلها إلى برّ الأمان بعيدا عن التدخلات الخارجية المشبوهة، تمضي تونس التي أطلقت موجة الاطاحة ببعض القيادات العربية سنة 2011، تشقّ طريقها بنجاح نحو إعادة ترتيب البيت واستكمال بناء مؤسّسات السّلطة، وإقرار الأمن والاستقرار ومحاربة الارهاب الذي يحاول يائسا التّشويش على العملية الانتقالية المقرّر أن تتوّج في 26 أكتوبر الجاري بانتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية في 23 نوفمبر ستكون آخر خطوة نحو إرساء ديمقراطية مستقرّة بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بحكم الرّئيس زين العابدين بن علي.
وبغضّ النّظر عن الذي سيحالفه الحظ للاستقرار في قصر قرطاج، فالمهم هو ضرورة أن تكون تجربة تونس في الانتقال السياسي نموذجا يقتدى به، خاصة بالنسبة للدول التي عاشت نفس ظروفها سنة 2011 ثم ضلّت الطّريق ودخلت في تجاذبات سياسية لامتناهية، وغرقت في صراعات دموية استغلّتها المجموعات الارهابية ومن يحرّكها لتمزيق أوصال هذه الدول وجرّها إلى ما يشبه الحروب الأهلية.
طريق التّغيير في تونس كما في الدول الأخرى، لم تكن أبدا مفروشة بالورود، إذ كثيرا ما تعثّرت العملية السياسية وشوّشت عليها الجماعات الارهابية، لكن الشّعب التّونسي بحكمته المعهودة
وروح التّسامح والايثار التي تميّزه، استطاع أن يتفادى كل المصائد التي نصبت له، وتمسّك بوحدته وبالحوار منهجا لتسوية كل المسائل المختلف حولها.
ومثلما كانت تونس القاطرة التي جرّت بلدان التّغيير العربي قبل ثلاث سنوات للانتفاضة على أنظمتها، نتمنّى اليوم أن تقوده من خلال الاقتداء بتجربتها الدّيمقراطية النّاجحة إلى برّ الأمان والاستقرار.
تونس في الاتـّجاه الصّحيح
فضيلة دفوس
29
سبتمبر
2014
شوهد:521 مرة