تسري حركية تجارية محسوسة في سوق الأسماك خلال شهر رمضان، في ظل إقبال المستهلك على الأسماك رغم تباين أسعارها، ويخوض المواطن رحلة البحث عن أسماك السردين أو أنواع أخرى، حرصا منه على إيجاد الأسماك الطازجة بأسعار معقولة، وهناك من يقبل على العرض، ويقدّم على شراء ما يحتاجه دون التأكّد من نوعية الأسماك، لأنه في السوق بوجود تجار غير محترفين أو ما يطلق عليهم “سماسرة السمك”، يحتفظون بالمنتوج عدة أيام إلى غاية تسويقه، ولا يهمهم وإن كان قابلا للاستهلاك أم لا، وكل ذلك يحدث بعيدا عن أعين الرقابة.
وفي جميع الحالات، هناك من يرى أنّ شراء السمك يحتاج إلى ذوي الخبرة والمتعودين على اقتنائه، في ظل وجود تجار غير محترفين ودخلاء على هذه المهنة يلحقون الضّرر بالمستهلك، بل هناك من ينصح بضرورة المداومة على الشراء من محل معروف تجنبا للوقوع في فخ المخادعين، بهدف تسهيل عملية إعادة السلعة في حالة ما إذا كانت رديئة والسمك غير طازج، علما أنه مازالت تسجّل العديد من حالات الغشّ والتحايل، باعتبار أن هناك بعض التجّار على سبيل المثال، يحتفظون بالسلعة سواء كانت سردين أو جمبري وحوت أزيد من أسبوع كامل، والخطير أنهم في كل يوم يخرجون المنتوج من البراد صباحا ومع نهاية اليوم تعود الكمية المتبقية إلى الثلاجة، في غياب ضمير التاجر الحي، لأنّ ما يهم هذا البائع الجشع، تحصيل الأرباح إلى غاية بيع آخر كمية، ولا يهمه كيف تصل وضعية السمك إلى مطبخ الزبون!
إنّ الحذر جدّ مطلوب، لأنّ بعض الأسماك التي يسوّقها تجّار مزيفون وغير معروفين، قد تكون بمثابة سموم قد تتسبّب في إصابة المستهلك بالتسمّم الغذائي وتدخله المستشفى، لأنّ الأسماك غذاء حساس يفضّل أن يتناوله المواطن طازجا. والمستهلك وحده من بإمكانه أن يتفحّص العرض بشكل جيّد ويمنح الضوء الأخضر للسّلع الجيّدة كي تستمر في العرض.
فضيلة بودريش