كثيرا ما يقف المستهلك على لافتة مكتوب فيها “ممنوع اللمس”، وعادة ما يسري هذا الإجراء على السلع القابلة للأكل، على غرار الألبسة الفاخرة والأواني الباهظة الثمن، إلى جانب أجهزة إلكترونية حساسة، وما إلى غير ذلك، على اعتبار أنّ المواد الغذائية في أغلب الأحيان تكون، بعيدة عن المواطن ويفصله عنها التاجر والمكان المخصّص لعملية حفظها.
نجد هذه الظاهرة تنتشر أكثر على مستوى المخابز ومحلّات بيع الحلويات، وكذا في الفضاءات التجارية على الرفوف المخصّصة للمكسّرات والزيتون بجميع أنواعه، وجاءت هذه اللافتة بمثابة تنبيه للمواطن من أجل أن لا يتفحّص السلعة بيده أو يتذوّقها، وجاء منع حدوث مثل هذه الممارسات من طرف بعض الأشخاص للحفاظ على نظافة السّلع المعروضة، لأنّ عملية لمس الخبز أو الحلويات عادة غير مستحبة وسلوك مرفوض، يجعل الزبائن ينفرون من عملية الشراء، والمتسبّب المستهلك، وهذا ما سيؤثر على تجارة البائع حيث تتحول بسرعة إلى تجارة راكدة وعرض غير مستحب.
عملية لمس السّلع وإن كانت قد توقفت في أغلب المحلاّت التجارية، مازالت منتشرة عبر الأسواق، وكذا العديد من المساحات التجارية، وتأتي عملية تغليف بعض الأغذية مثل الخبز التقليدي وما شابه ذلك، لحفظه من الغبار ومن اللّمس في نفس الوقت، غير أنّ الباعة الفوضويون، لا يحترمون هذه القاعدة التجارية، وليست لديهم ضوابط تتعلّق بتوفير أدنى شروط النظافة، لأنّ سلاّت الخبز المعروضة على مستوى مداخل الأحياء والأسواق وبالقرب من المقاهي وكذلك من على الأرصفة، تتلمسّها في الكثير من الأحيان العديد من الأيدي للبحث عن خبز “مقرمش” وطازج وساخن، وهذه الظاهرة المنفرة نجدها حاضرة في عملية بيع العديد من السلع الأخرى. ولذلك من حقّ التاجر أن يبيع سلعته كيفما شاء إذا كان الهدف الحفاظ على نظافتها وفي إطار احترام القاعدة التجارية والقانون.