تراجعت هذه السنة وبالتحديد خلال شهر الصيام، ظاهرة التهافت على مادتي الحليب والخبز عبر المحلات التجارية، لم يعد المستهلك يقتني العشرات من أكياس الحليب دفعة واحدة، وهذا ما كان يتسبب في نفادها بسرعة قياسية، ويحدث أحيانا ندرة.
وبفضل وفرة كبيرة في هذه المادة الحيوية، تلاشى الإقبال المفرط والطلب القوّي، لأن المواطن صار يوميا يجدها متوفّرة على مستوى المحلات التجارية في الفترة الصباحية وفي محلات أخرى أثناء المساء، إلى جانب تسجيل تراجع في اقتناء كميات معتبرة من الخبز مما أفضى إلى انخفاض مظاهر التبذير إلى حدّ بعيد.
لقد ظهرت عدّة مؤشرات إيجابية خلال شهر رمضان الحالي، أبرزها ترشيد بعض الأسر لمقتنياتها خاصّة ما تعلق بالمواد الواسعة الاستهلاك، ولم يعد الإقبال على مادّتي السميد والفرينة، كما في السابق حيث كان يقوم بعض المواطنين بشراء عدة أكياس لتخزينها، وبعد انقضاء شهر الصيام يتم التخلص منها برميها، وسجل خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان شبه توازن بين العرض والطلب في مادة الحليب، رغم أن شهر الصيام يشتهر بارتفاع الطلب وأحيانا تضاعفه، والوحدات الإنتاجية بدورها تستعد برفع طاقتها في تموين السوق والاستجابة إلى الطلب.
ولا ينبغي التغافل عن اختفاء الاحتكار والمضاربة ومحاولات سابقة لبعض التجار للرفع من سعر كيس الحليب، بفضل الرقابة وصرامة القانون التي سمحت بتنظيم السوق ومحاربة كل التجاوزات التجارية بقوّة القانون والضرب بيد من حديد، جعلت الانتهازيين يختفون عن الساحة التجارية، ويستمر التجار الحقيقيين، وهذا ما يحافظ على الاستقرار ويحمي القدرة الشرائية ويحقّق التوازن المنشود في مجال العرض والطلب.