سلــوكات

إخفـاء عيـوب

فضيلة بودريش
02 مارس 2025

لكل تاجر طريقته في البيع واستقطاب الزبائن، أحيانا تنجح وأحيانا أخرى لا تحقّق نتائجها المرجوة، بعضهم يسعى لتسويق السلع بطريقة ذكية يتقبلها المستهلك، من دون إحراجه أو دفعه إلى الاستياء والتذمر ثم دفعه رغما عنه إلى مقاطعة هذا المحل التجاري واستبداله بتاجر آخر.
ولعلّ من السلوكات التي تثير حولها علامة استفهام، منع بائع الخضر الزبائن من اختيار ما يقتنوه من سلع معينة، وجعلها مسموحة في سلع أخرى والسبب في كون جانب مما يعرضه منخفضة الثمن مقارنة بما عند بقية التجار في السوق.
بدأ بعض التجار وليس أغلبهم في تطبيق هذه القاعدة وإقحامها في عالم البيع والشراء خاصة في مجال الخضر والفواكه، فعندما ينخفض سعر الجزر أقل من 50 دج وسعر الطماطم أقل من 80 دج، فإن عملية انتقاء حبات الخضر تصبح ممنوعة والزبون ينبغي أن يخضع لاختيارات التاجر، والغرابة في أن هذه القاعدة من المفروض أن تسري على جميع السلع، وهذا ما يدفع المستهلك في العديد من المرات إلى الانسحاب وتغيير رأيه عن طريق توقيف عملية الشراء، لأنه يفهم من ذلك أن التاجر يحاول منحه بضاعة ليست بالجودة المرجوة.
ينبغي أن يدرك التاجر أن جميع الحيل لن تنطلي على المستهلك، وإن لم يكتشفها اليوم حتما سينتبه إليها في المرات المقبلة، وإذا كانت سلعته رديئة، لا يجبر زبائنه على اقتناء خضر تقترب من التلف، ولن يرضى أي مستهلك باستهلاك خضر تفتقد للجودة حتى وإن كان سعرها منخفضا، لأن التاجر يخفي عيوبا لا يرغب أن يكتشفها أحد في محله التجاري. ويندرج هذا السلوك الذي يعتقد البائع أنه يتسم بالذكاء ضمن إرغام المشتري على اقتناء السلعة بالقوة ويضعه أمام الأمر الواقع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025
العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025
العدد 19712

العدد 19712

السبت 01 مارس 2025
العدد 19711

العدد 19711

الأربعاء 26 فيفري 2025