البنّاء تماما مثل التّاجر، حرفي يمارس مهنة حرّة غير أنّه يقدّم للمستهلك بدل السّلع خدمات سواء تعلق الأمر بإعادة ترميم أو تزين المنزل والشقة أو بناء بيت جديد. والجميع عندما يحتاج إلى خدمات هذا الحرفي، يبحث عن الكفاءة والحرفية، ويشترط أن يكون أمينا، أو ما يصطلح عليه بـ “صاحب كلمة”، لأنّه كم من بنّاء اتّفق مع زبائن وافتكّ منهم عربونا ثم تقاعس عن إكمال عمله في الفترة المتّفق عليها، وصار المواطن في قبضة هذا الحرفي، يبحث عنه حتى في بيته ولا يلتقيه إلاّ بشقّ الأنفس.
وعدّة اتّهامات أخرى توجّه لبعض البنّائين في الغشّ في الاسمنت، والسّطو على بعض أدوات البناء التي تكون في ورشة صاحب المنزل..إن كانت صحيحة، غير أنّه لا يمكن أن تعمّم.
ويعاب على البنّاء أنّه يرتبط مع عدة مشاريع في وقت واحد، ممّا يستغرق منه وقتا كبيرا لإتمام الانجاز، وهذا ما يجعل صاحب البيت في استياء كبير، كون مشروعه ينجز بسرعة السّلحفاة وعمل شهر يستغرق خمسة أشهر أو سنة.
وكثيرا ما يحضر البناء في اليوم الثاني والثالث وينقطع بحجة أنّه مريض، أو فرد في أسرته أصيب بمكروه، ويتضايق المتردّدون على البنّائين أعذار الغياب.
إذا البحث عن بنّاء جيّد، منضبط ومتمكّن من حرفته، صار تماما مثل الطّبيب والأستاذ وما إلى غير ذلك، فما أحوجنا في ظل النّقص الفادح في البنائين المحترفين إلى التّكوين، وتوفير يد عاملة متخصّصة تفنّـن في تقديم عمل يغيّر بها ما يشاع لدى البعض عن البناء.
تحايل مكشوف
فضيلة ــ ب
29
أوث
2014
شوهد:630 مرة