زيّنت مؤسسة «سيال» خدماتها، في الأيام الأخيرة، بإضافة رسالة قصيرة ترسلها إلى زبونها عبر الهاتف، تقدم له فيها معلومات وافية عن فاتورته، وقيمتها وآجال الدّفع المحدّدة، وتكون تنبيها لما قد يغفل عنه الزّبون في تطبيق «وكالتي» الذي يمكن، من خلاله، تحميل الفاتورة والاطلاع على تفاصيلها، دون الحاجة إلى انتظار الفاتورة الكلاسيكيّة كي تحطّ بصندوق البريد.
والحق أنّ «سيال» تقدّم نموذجا فريدا في المعاملات الرّقميّة، وتحرص على تسهيل التّعامل مع الزّبائن بطريقة متميّزة، ينبغي أن تكون مثالا يقتدى به، وإن كنّا لا نغمط حقّ «سونلغاز» في الاعتراف لها بالجهود التي تبذلها إلى جانب «سيال»، ولا جهود «وكالة عدل» التي اقتحمت، الشّهر الماضي، فضاء الدّفع الرّقمي، مباشرة عبر أنترنيت، بعد أن نجحت في تجربة الدفع عبر المحطات الرّقمية، على غرار مؤسسات أخرى كثيرة، لا نستثني منها المساحات الكبرى التي تقبل التّعامل بالبطاقة البنكيّة، وتُجنّب زبائنها كثيرا من الجهد، كما لا نغمط حق البنوك والبريد في الاعتراف بجهودهم المنيرة في تيسير هذه الخدمات، والحرص على نجاحها.
أمّا نموذج «سيال»، فنعتبره رائدا في المجال، لأنه لم يتوقّف عند حدود الدّفع الرّقمي، وإنّما تجاوزه إلى استغلال منصّات التّواصل الاجتماعي لنشر مختلف المعلومات التي يحتاجها الزّبائن، بل إنّ مؤسسة «سيال» تقترب من الزبون بشكل ممتاز، حين تحتفي بموظفيها وعمالها، وتثمّن جهودهم، وتعترف لهم بما يقدّمون، وتجعل علامتها حاضرة على الدّوام بين مرتادي انترنيت، فلا تفوّت مناسبة إلا ويكون لها فيها نصيب، يقرّبها من زبائنها.
ونعتقد أن ما تقوم به المؤسسات الجزائرية الكبرى عموما، ومؤسسة «سيال» بصفة خاصة، جدير بالاحترام، مستحقا للتقدير، وإن كان فضلها واسعا في رفع الغبن عن زبائنها، وتخليصهم من معاناة الدّفع الكلاسيكي الذي يحرق الجهد والوقت معا..