تجاوزت انتهاكات المغرب واعتداءاته على الناشطات الصحراويات حدود المعقول، فلم تعد قوات المخزن تتردّد في استعمال أي وسيلة بطش أو تنكيل، وحتى اغتصاب ضدّ المناضلات اللواتي رفعن لواء الدّفاع عن الحق في الحرية، واستعادة الأرض المسلوبة.
ولعل حالة الناشطة سلطانة خيا وما تتعرّض له من تعذيب وهدر للحقوق، خير دليل على وحشية الاحتلال المغربي الذي لجأ إلى فرض حصار مشدّد على هذه المناضلة وأفراد عائلتها منذ أزيد من 18 شهرا بسبب نضالهم المتواصل لأجل تقرير مصير الشعب الصحراوي وحرّيته، ولا تتوقف غطرسة المغرب وجبروته عند هذا الحدّ، حيث لا يتردّد في توجيه هراوته إلى كل من يفكّر في دعم ومساندة هذه المناضلة، ونذكر بالمناسبة الاعتداءات التي وقعت خلال خمسة حوادث منفصلة يومي 15 و16 أفريل الماضي في مدينة بوجدور المحتلة، واستهدفت كل من الناشطات زينب بابي، وأمباركة الحافظي وفاطمة الحافظي وأم المؤمنين الخراشي، بعد مشاركتهن في الاحتجاجات السلمية الداعمة لحق تقرير المصير، ودعمهن العلني للناشطة سلطانة خيا.
لقد قام ضباط شرطة مغاربة ورجال أمن متنكّرين في ثياب مدنية بضرب النساء بالهراوات ولكمهن وركلهن، حيث تعرّضن لإصابات بليغة، ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، إذ قامت السلطات المغربية بوضع عناصر أمنية خارج منازلهن، ممّا جعلهن تحت الأسر غير المعلن، ولم تسلم حتى المتضامنة الأمريكية روث ماكدونو التي تعرضت هي الأخرى لسوء معاملة من طرف قوات المخزن، خاصة بعد أن قررت خوض إضراب عن الطعام للتنديد بالخروقات المغربية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
مستوى قياسي بلغه العنف الممارس من طرف الاحتلال المغربي ضد المناضلات الصحراويات، ما جعل منظمة العفو الدولية تدقّ ناقوس الخطر، وتدعو الى تحرّك عاجل لوضع حدّ لهذه الانتهاكات، مشيرة إلى أن الجناة يفلتون دائما من العقاب لأن العنف الممارس ضد الصحراويين، يتمّ دائما بإيعاز من السلطات المغربية التي تراهن على القمع والإرهاب لترسيخ احتلالها.
كما نظّمت ناشطات حقوقيات أمريكيات وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض، تنديدا بالانتهاكات المغربية في الصحراء الغربية، ورفعن شعار: «الملك المغتصب..الصحراء ليست للبيع..أخرج من الصحراء الغربية»؛ وأيضا صورا لعدد من أفراد قوات القمع المغربية وتحتها عبارة «مجرم».
وكان الاحتلال المغربي منع حقوقيات أمريكيات الأسبوع الماضي من دخول مدينة بوجدور الصحراوية المحتلة، للتضامن مع خيا وعائلتها، وتعرّضن لأبشع الممارسات من قبل أجهزة القمع المغربية بمدينة العيون المحتلة، ليتم بعد ذلك ترحيلهن قسرا إلى الولايات المتحدة.
ما من شك أن الانتهاكات المغربية تجاوزت الحدود،والتنديد وحده لا يكفي، بل لابد من تحرّك دولي جدّي لإنهاء الاحتلال من الصحراء الغربية، فهو مصدر كلّ بلاء.