حلقة مفرغة..

جمال أوكيلي
08 أوث 2014

التنامي الغريب الذي يسجله الجزائريون في ظاهرة السكنات الهشة أو الفوضوية أو الصفيح يتحمل مسؤوليتها  المنتخبون المحليون على مستوى بلدياتهم مهما كان الأمر.. وكل التبريرات الصادرة عنهم تبقى غير واقعية.. ولا تساهم أبدا في التقليل من إتساع دائرة مساحة.. «البرارك».
ولا تجد تفسيرا مقنعا لدى هؤلاء حول كيفية تكاثر مثل هذه البنايات الخطيرة.. كل ما في الأمر أن هناك أمرا واقعا لا يتطلب أقل من التعامل معه.. شئنا أن أبينا.. إضافة إلى التحجج بالعشرية السوداء التي هجرت الناس إلى المدن الكبرى بسبب ما كان يجري آنذاك.
ودائما عندما نتناول هذا الموضوع الشائك والملف الحساس..لا نخرج من دائرة التشخيص، وإلقاء اللوم على المندوبيات وغيرها.. ولم نفكر أبدا في إعداد نصوص قانونية جديدة صارمة في هذا الشأن تمنع منعا باتا احتلال حيز أو قطعة أرضية لإقامة سكن من «الباربان» و «الحلية» و «الخشب» مع فرض عقوبات صارمة على الشخص مع إعادته إلى مسقط رأسه.
وفي هذا الإطار لم تتخل السلطات العمومية عن عملها في هذا الإطار.. وهذا بتهديم أكبر السكنات القصديرية وهو ما يعرف بـ «ڤورياس» بالحراش وأخرى في مناطق كثيرة من العاصمة وضواحيها.
ومنذ تلك الفترة غابت هذه الخيارات ودخلنا مرحلة «السكوت عما يحدث» فكيف يفسر وجود أكثر من ٨ آلاف بيت قصديري ببلدية جسر قسنطينة، من المسؤول عن كل هذا العدد الهائل، هل يأتون ليلا لا يراهم أحد أم أن هناك أيد تدخلهم إلى ذلك الموقع؟ إنها مجرد أسئلة تطرح في سياق كهذا.. وهذه العينة تمسح على باقي الولايات الأخرى.. التي يعاني رؤساء البلديات والولاة بها من التداعيات الحادة لهذا المشكل.
واحتاروا في كيفية التعامل معه.. وما يدهش هنا، هو أنه في الأحياء الراقية تجد تلك البيوت.. إنه ملف يحتاج حقا المزيد من المتابعة الميدانية..وكذلك النقاش الثري قصد التحكم في كل جوانبه.. والعمل على عدم تكرار مثل هذه الظواهر المؤثرة على المنظر العام للعاصمة.
وفي الحديث عن هذا الصنف،لابد من الإشارة إلى ما يحدث في القصبة.. من يضمن أن الذين خرجوا لن يعودوا!؟ إننا أمام فرضية لابد من طرحها خاصة تلك العصابات الذي تبيع أو تؤجر «الغرف» ليطالب أصحابها بسكنات جديدة.. لأنها تابعة وملك للخواص يعمل قدر المستطاع على الإتيان بأناس آخرين يحلون محل الذين استفادوا ونسقط في تلك الحلقة المفرغة.. والمعادلة بكل متغيراتها.. إنهيار ـ استفادة ـ عودة هذا للأسف ماقام به البعض.. الذين يغادرون المكان اليوم.. ثم يعودون غدا.. فهل يوقف هؤلاء المتحالين؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024