انطلقت، أمس، بواشنطن، القمة الإفريقية - الأمريكية، في طبعة تعدّ الأولى من نوعها، واختير لها شعار: «الاستثمار في الجيل الجديد»، سيبحث خلالها 51 رئيسا إفريقيا مع أمريكا سبل تعزيز التعاون الثنائي.
كثير من التحليلات الإعلامية والاقتصادية المنشورة، أمس، ربطت القمة بالعملاق الصيني وتنافسه مع الولايات المتحدة في كسب مناطق نفوذ وتوسع اقتصادي وتجاري في القارة السمراء، أكثر من الفائدة التي ستجنيها الدول الإفريقية من هذا اللقاء الهام الذي سيدوم 4 أيام.
صحيح أن هدف أمريكا من دعوة كافة البلدان الأفارقة إلى واشنطن من أجل قمة، يمثل تاريخا جديدا لإطلاق خطة انتشار اقتصادي جديدة وتوسيع حضورها إلى مجالات مربحة تقيها الهزات المالية والاقتصادية العنيفة التي تضربها في كل مرة، كما لا تخفي رغبتها في مناطحة الصين ومنافستها على الظفر بمشاريع استثمارية، خاصة وأن الفرق بينهما كبير جدا، حيث قدر حجم المبادلات الصينية مع إفريقيا بـ250 مليار دولار، فيما قدرت الأمريكية بـ85 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.
لكن ما يهم الأفارقة ليس صراع النفوذ بين قوتين عالميتين، وإنما مصلحتهم المنتظرة من عهد الشراكة الجديد، بعدما اتّسمت علاقتهم مع الولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية بالتجاذب حول الديمقراطية وأوضاع حقوق الإنسان والتعددية. ومادامت إفريقيا، مثلما قال أوباما، من أكثر مناطق العالم نموا، فلابد أن تنعكس كل الاتفاقات الاقتصادية على الأوضاع المعيشية للشعوب وخاصة فئة الشباب، عبر تأهيلهم وتكوينهم وتنويع مصادر الدخل، وإلا فلن يكون للشراكة أي معنى.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.