يعقدون صفقات بالملايير مع لاعبين بداية كل موسم كروي، ويصرفون الملايين من أجل إجراء تربّصات بالخارج في فنادق فخمة، ثم يبيعون الأوهام للأنصار بالفوز بالألقاب، يصفون تسييرهم في كل خرجاتهم الإعلامية بالاحترافي. ينتقدون زملاءهم وينعتون مسؤولي اتحاد الكرة بكل النعوت المشينة، يشتكون من ضعف الموارد المالية، ويلومون السلطات عدم منحها إياهم الأموال. قالوا أن الاحتراف في الجزائر فاشل ونادوا بتغيير المناهج والأساليب، لكن لم يخبروننا من أفشله؟ يرون أنّ الناخب الوطني السابق حاليلوزيتش ظلم اللاّعب المحلي، ولم يعلمونا من أوصل مستواه إلى هذه الدرجة من الضعف. طلبوا بتسقيف أجور اللاعبين وإذا بهم أول من خرق هذا القانون، حطّموا الأرقام القياسية في تغيير المدربين، وكسّروا أحلام لاعبين شباب موهوبين، أخرجوا أنديتهم من الأدوار الأولى للمنافسات القارية والجهوية، وسلبوا حق الفرحة من جماهير أنديتهم، سياستهم الهاوية لم تجلب الألقاب والبطولات لكنها زرعت الفشل واليأس.
هؤلاء هم بعض رؤساء أندية كرة القدم، إن لم نقل أغلبهم، يلومون ويشتكون وينتقدون ويحاسبون، يعدِون ويخلفون، لكنهم لا يعترفون بعجزهم ومحدوديتهم. يتلاعبون بمشاعر الجماهير وأحلام اللاعبين، لا يهمهم تاريخ النادي وقيمته، ولا يهم إن نجح المدرب أو فشل في مهمته، لأنّ مصيره دائما الإقالة أو الضغط عليه حتى الاستقالة ليبقون هم متشبّثون بمناصبهم رغم الهزائم. دعتهم “الفاف” لإشراك اللاّعبين الشبّان والاهتمام بالتكوين، لكنهم أخلوا بالقانون وتحدّوا الجميع، فحرموا موهوبين من البروز والظهور ووقفوا سدّا منيعا أمام احتراف لاعبيهم بالخارج، ووضعوا شروطا تعجيزية لكي لا يرونهم يلعبون في بطولات أوروبية.
عدوى الفشل لم تصب فقط تسييرهم وخططهم، بل تعدت لتصريحاتهم وسلوكاتهم، فقد خرج علينا رئيس ناد بتصريح غريب وعجيب، يقول فيه إنّ النّاخب الوطني أقصى حارسا محليا من المشاركة في كأس العالم لأنّه وقع في ناديه، وآخر يتعارك مع مناجيره لأتفه الأمور، ويتبادلان التهم علانية عبر وسائل الإعلام. وغيرها من الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى ضاربين عرض الحائط كل القيم والأخلاق، وأصبحوا نماذج سيئة في تسيير الأندية.
هؤلاء المسيّرون حرمونا من مشاهدة ماجر جديد أو بلومي آخر في فريقنا الوطني، جعلوا الجمهور يبكي ويتحسّر على أيام كانت فيه أندية سطيف والمولودية والشبيبة تصول وتجول في إفريقيا، وتفوز باللّقب تلو الآخر، وتمد “الخضر” بخيرة اللاعبين المهرة، في انتظار أن يفهم هؤلاء أنّ الاحتراف أفعال لا أقوال.
تجار المواسم
محمد مغلاوي
03
أوث
2014
شوهد:558 مرة