..سلوكات

بيع مخفّض

فضيلة بودريش
16 أفريل 2022

بالرغم من الغلاء الذي تعرفه أسواق الخضر والفواكه خلال شهر رمضان، إلا أن المستهلك مغلوب على أمره، ومجبر في شهر الرحمة على اقتناء بعض الحاجيات، ولكن هذه المرة بحذر وبعد رحلة بحث مضنية في السوق وبعد والتدقيق في الأسعار والانتقال من تاجر لآخر، بهدف إيجاد السعر المنخفض، حتى وإن لم تكن النوعية جيدة بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض، والعديد من المواطنين يقتنون بكميات قليلة جدا أي رطل أو كلغ واحد، أما الفواكه التي التهبت أسعارها، فهناك من قرر مقاطعتها، فيما يشتري البعض حبة أو حبتين فقط من كل نوع، خاصة بعد أن حلق الموز إلى سقف 1000 دينار.
بعض التجار الذين يسوقون نصف سلعتهم بسعر محدد، ويجنون من خلال ذلك رأس المال مع ربح مقبول، يقومون بعد ذلك من أجل تسويق السلعة بسرعة، بتخفيض سعر الخضر إلى النصف، ويفضلون أن يستفيد منها البائع والمشتري عوضا عن رميها حتى لا تنخفض الأسعار، وهذا سلوك جيد لبعض التجار يمكن أن يتم تعميمه على الجميع، فعلى سبيل المثال توجد العديد من الخضر والفواكه سريعة التلف، هناك من التجار من يرفض التخفيض من سعرها ويفضل التخلص منها مع النفايات، حتى لا يشتريها الزبون، وهذا السلوك المشين مستهجن من طرف الجميع، لكن مؤخرا أظهر مجموعة من التجار تعاطفهم مع المستهلك، وبدأوا يغيرون من سلوكهم، على أمل أن تنتقل هذه الثقافة الحسنة إلى الجميع.
عدد كبير من المواطنين تجدهم ينتظرون دورهم أمام التاجر الذي يخفض أسعار سلعته، بحثا عن سعر معقول يخفف عنهم ارتفاع فاتورة النفقات، وهذا يعكس تأثر القوة الشرائية في وقت مازالت الأسعار تشهد المزيد من الارتفاع، ويجد المواطن وحده في مواجهة هذا الغلاء غير المبرر، وهذا ما يستدعي أن يلتزم التجار بهامش ربح مقبول، وبالتالي الابتعاد عن الجشع وأحلام البحث عن ربح وفير وسريع على حساب المواطن صاحب الدخل المنخفض أو المتوسط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025
العدد 19833

العدد 19833

الأحد 27 جويلية 2025
العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025