ضيم كبير يقع على الشعبين الفلسطيني و الصحراوي، اللذان يعانيان تحت نير محتلّين متشابهين يمارسان كل أشكال القمع والاستبداد في سبيل ترسيخ سيطرتهما على الأرض الفلسطينية والصحراوية دون أن يلتفت إلى ممارساتهما الإجرامية أو يندد بانتهاكاتهما أحد من الدول التي تهز اليوم الدنيا و لا تقعدها دفاعا عن الأوكرانيين.
في الصحراء الغربية هناك احتلال يتغوّل ويتوحّش خاصة منذ أن طبّع علاقاته مع إسرائيل وبات يعتقد بأنه نال الحماية اللازمة وأصبح في مأمن من أي عقاب، فالطريق حسبه أصبحت معبّدة ليفرض الحل الذي يناسبه على الصحراويين، و إقصاء الاستفتاء الذي كان قد وافق عليه قبل ثلاثة عقود ليغير رأيه اليوم بعد أن ارتمى في الحضن الصهيوني وهو يلقى الدعم للأسف الشديد من دول تتغنى بالدفاع عن حق الشعوب في الحرية والاستقلال وتذرف الدموع على حال الأوكرانيين، لكنها بخبث ومكر، تطعن الشعب الصحراوي في الظهر وتمنع عنه حقه المشروع في تقرير المصير و تفرض عليه القبول بسياسة الأمر الواقع التي ترسخ الاحتلال و تفرضه غصبا، ولا أظنّ المغرب جدّيّ حتى في عرضه الحكم الذاتي لأنه يريد الصحراء الغربية بين قبضته بدون شعبها الذي يمارس عليه كلّ أشكال القمع و القهر لإرغامه على الاستسلام أو الرحيل بعيدا.
وفي فلسطين هناك احتلال أكثر شراسة ووحشية، فهو يبيد أصحاب الأرض بكل الطرق والوسائل وتحت كل الذرائع، يطلق النار على النساء و الشباب والأطفال بلا تردد، يتوغل في المدن، يهدّم المنازل ويشرد سكانها ، يعتقل ويسجن، باختصار إنها حرب إبادة حقيقية لكن للأسف الشديد العالم الغربي المتعالي يضع نظارة سوداء تحجب رؤيته للفظائع المرتكبة في حق الفلسطينيين وحتى إن رآها، فهي لا تحرّك شعرة من رأسه و في الغالب عندما ترتكب إسرائيل مذابحها فكل ما يفعله هذا الغرب المنافق، هو مدّها بالماء والصابون لتغسل أيديها من دماء الأبرياء .
في الصحراء الغربية و فلسطين شعبان يعانيان ولا أحد يلتفت إليهما، طبعا فالشرعية المستيقظة هناك في أوكرانيا، نائمة هنا، لهذا وأمام هذا الواقع المأساوي ليس أمام الصحراويين والفلسطينيين من مخرج غير المقاومة وبكلّ الوسائل المشروعة.