زحمة وأعصاب..

م. كاديك
02 فيفري 2022

 

تحوّل «الازدحام المروري» إلى واحد من ثوابت منغّصات الحياة اليومية في بلادنا، وأصبح معلوما لدى الجميع أن قضاء مصلحة صغيرة بأيّ مدينة (ناهيك عن العاصمة)، يقتضي تخطيطا مسبقا واستراتيجيات وحسابات للمنطقة المقصودة، وقد يحتاج إلى تدخلات (خارجيّة) في حالة البحث عن «موقف»، فهذا صار ممّا يدخل في باب المستحيلات، ويحتاج – في الغالب - إلى «سائق مساعد» يضمن للسّيارة أن تسير خبط عشواء، في انتظار أن يقضي «السّائق الرّئيسي» مصلحته الصّغيرة.
ولقد اُعتمدت مخططات سير تتجاوز أسباب الزحمة، وتفسح المجال أمام المغبونين في الأرض كي يستفيدوا من سيّاراتهم بعيدا عمّا يقعون فيه من حالات عصاب وذهان بسبب الازدحام. غير أن تلك المخططات كلّها لم تتمكّن من التّحقّق، لتتبخّر الجهود أمام صرامة «المنغّص الثّابت» الذي يتواصل دون أن يعبأ بالأفكار والأعصاب ولا بالوقت الثمين الذي يزهق يوميا دون طائل..
ولعل مخطّطات السّير المعتمدة بذلت أقصى ما لديها كي تجعل حركة المرور سهلة، غير أنّها ما تزال تصطدم بعراقيل مستحدثة، تعقّد الوضع أكثر، وهذه عوامل بشرية في الغالب. فـ»المأساة» التي نعيشها اليوم، يصطنعها – عادة – سوّاق متعصّبون يعتقدون أنّهم لا ينبغي أن يتوقّفوا لحظة أو لحظتين، ومن ذلك أن «النقطة الدائرية» التي تقوم بدورها في تسهيل المرور عبر جميع أنحاء العالم، تتحوّل في بلادنا إلى (نقطة ازدحام)، لأن معظم السّائقين لا يعرفون بأن (الحق لليسار)، بل لا يعرفون حتى موقع هذا «اليسار»..
مهما يكن مخطّط السّير إذن، فإنّه لا يغني شيئا أمام اللامبالاة التي يتعامل بها السائقون مع قانون المرور. فالتوقف العشوائي، وتغيير الاتجاه المفاجئ، وتجاذب أطراف الحديث بوسط الطريق، ومهازل أخرى تتراكم أمام أعيننا، لا ينفع معها أيّ مخطط سير..
سؤال واحد ما زال عالقا: لماذا لا يستعمل السّواق الجزائريون – في الغالب – إشارة تغيير الاتجاه، هل هو اقتصاد للكهرباء، أم مجرّد كسل؟!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024