فتور كبير تعرفه الساحة الحزبية منذ الاستحقاقات الأخيرة وعزوف كبير للعمل التحسيسي والتضامني للأحزاب التي غابت عن المشهد ونحن في أوج الموجة الرابعة لجائحة كورونا، لا حركة ولا نشاط توعوي وهو أضعف الإيمان.
هذا الانزواء والخلود إلى السكينة، لا تسمع لهم همسا والابتعاد، وكأنهم في عطلة مدفوعة الأجر، يؤكد مرة أخرى على أن الأحزاب السياسية لا تحركها سوى المناسبات فقط، فهي تنشط خلال المواعيد الانتخابية وتبذل كل طاقتها من أجل هذا الهدف، حصد الأصوات والظفر بالمقاعد سواء في التشريعيات أو المحليات.
غياب شبه تام للمبادرات والحملات التوعوية لمساعدة الدولة في مجابهة هذا الوباء الفتاك، كان منتظر منها أن تتحرك من خلال قواعدها النضالية في مختلف المناطق.
العمل التوعوي تفرضه التقاليد والنصوص القانونية للتحسيس بكل المسائل المجتمعية، ولا يمكنها أن تتحجج بأن الجائحة قد فرضت منطقها، وتتجاهل أنه عندما يتعلق الأمر بالأمن الصحي، فالقضية تعني الجميع.
النشاط الحزبي معطل إلى إشعار آخر. والمجلس الشعبي الوطني يقول رؤساء المجموعات البرلمانية فيه، إنهم يعملون عن بعد، ولا يحضر النواب إلا نادرا جدا، والواقع ان حضورهم في الجلسات العادية محتشم، هذه هي التعليمات -على حد قولهم -، لأن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها لم تأت بنتيجة، وهذا ما أثر على الأداء البرلماني، حيث كان من المنتظر أن يتم عرض ومناقشة قوانين هامة، تم تأجيلها إلى تواريخ لاحقة.