ملف الجالية الجزائرية يلقي بظلاله على الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يقترب موعدها، فيما يعتبره اليمين المتطرف والمتبنون لهذه الأديولوجيا ممن ترشحوا، الورقة الرابحة للظفر بالأصوات التي تحملهم إلى كرسي قصر الإيليزي.
لا تكاد تخلو اللقاءات الإعلامية المنظمة بالمناسبة من إثارة هذا الملف لمحاولة الاستثمار الانتخابي في مشاكله. وقد تم التركيز عليه بشكل أكبر في هذه الاستحقاقات مقارنة بالسابقة.
والجديد هذه المرة، أن أحد المترشحين المتطرفين لا يتوقف عن اللعب على أوتار المغتربين، لمحاولة كسب ثقة الفرنسيين من خلال تضمين برنامجه مواقف عنصرية، مثل طرد المهاجرين خاصة القادمين من شمال إفريقيا عبر أجيال متعاقبة ولعقود من الزمن. علما أن الجالية الجزائرية تعد الأكبر عددا.
حجة متبني هذه الإديولوجيا المقيتة، كما يروج له بخبث، أن المهاجرين الذين قدموا منذ عشرات السنين وخدموا فرنسا، لم تستفد منهم هذه الأخيرة من الناحية الاقتصادية، بحسبه، وبالتالي أصبح وجودهم لا يدرّ نفعا، ويعتبرهم سكان “المنطقة الثانية”، على حد تعبير وزيرة سابقة في الحكومة الفرنسية، أعلنت رفضها لهذه الرؤية السلبية المخزية وغير المنصفة للمهاجرين، كما قالت.
ومن خلال متابعة مختلف الآراء والتحاليل حول هذه الموضوع، يلاحظ ان هناك فجوة تتسع بين المتنافسين، بسبب هذا الطرح الراديكالي، خاصة بعد أن اعتبر البعض وجود السكان من غير ذوي الأصول الفرنسية “قنبلة موقوتة”، على حد تعبيرهم، وبالتالي كان لابد - بحسبهم - أن يزال فتيلها منذ زمن.
إنه صلب خطاب الكراهية ورفض الآخر يروج له المتشبعون بالفطر العنصري في زمن العولمة، متنكرين لما قدمته الجالية المهاجرة في أكثر من مجال، بما فيها الرياضي والفني والجامعي، أمر يشكل عقدة لامثال هؤلاء المترشحين من حملة البرامج المسمومة في حملته الانتخابية المسمومة للمترشح المذكور، الذي لا يمكنه وقف عجلة التاريخ حتى في فرنسا، خاصة وأنه يريد إحداث فتنة بل حربا أهلية بين سكان “المنطقة الأولى والثانية” كما يصنفون هناك.