وُضع منتخب نيجيريا، خلال المقابلات الأولى، ضمن خانة أكبر المرشحين للتنافس على اللقب القاري الافريقي، بالنظر لمردوده الكبير والتمركز الجيّد فوق الميدان .. لكن اليوم نيجيريا خارج الإطار بعد أن أقصيت من طرف منتخب تونس في مقابلة تكتيكية إلى أبعد الحدود، فكان المساكني « بالنسبة لزملائه المفتاح الذهبي « الذي سمح لهم بمواصلة المغامرة بامتياز .
لذلك، فإنّ جلّ الاختصاصيين يؤكدون أنّ الأدوار الاقصائية المباشرة تختلف عن الدور الأول، ومنطق الحسابات هو « الفاصل « في نتائج المنتخبات .. فمنطق تسيير منافسة على شكل دورة يتطلب الحنكة في التعامل مع المقابلات ضمن إطار يعترف بـ» توزيع» الطاقة بصفة دقيقة.
كم من منافسة تابعناها على المستويين القاري والعالمي لمنتخبات بدأت بـ « بطء» بنتائج متواضعة، مركزين على أنّ الأهم هو التأهل إلى الدور الثاني .. وبعد ذلك سيكون كلام آخر عن الإمكانيات البدنية والفنية للفريق.
فمنتخب نيجيريا انطلق بقوة كبيرة، لكنّه اصطدم بفريق أحسن منه من الناحية التكتيكية، شلّ كل محاولاته بتنظيم دفاعي محكم ساهم في عدم وجود الفعالية الممكنة للوصول إلى الهدف.
كما أنّ أشبال المدرب ايغوافون تسرعوا كثيرا أمام المرمى لأسباب معنوية ونقص في التحضير البسيكولوجي، كون نيجيريا ومنذ انطلاق الدورة تعوّدت على التسجيل في المقام الأول .. ممّا أثر على لاعبي الهجوم عند تلقي الفريق للهدف الوحيد في المباراة.
وبالتالي، فإنّ الترشيحات على الورق لم تعد مجدية كثيرا في منافسة مفتوحة لعدد المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب القاري .. والأولوية تكون للفرق التي تعتمد على المجهود الجماعي والتمركز الذكي فوق الميدان، أكثر من المنتخبات التي تنتظر اللقطة الفردية التي قد تجسّد بهدف للفوز في المباريات .. لأنّ الكرة في القارة السمراء تطورت كثيرا، في السنوات الأخيرة.
