الجامعة، ذلك الفضاء الراقي حيث تصقل شخصية الطالب وتضعه على سكة الجهد والبحث والتحري لبناء مسار عالي المستوى بمعايير القدرة على التحليل والجرأة في طرح الأفكار والالتزام بتسخير كل قواه لخدمة مجتمعه، فتسقط أمامه الإشاعة والدجل وكل ما من شأنه تثبيط العزائم.
من هذا الفضاء، حيث تتصارع الأفكار وتتزاحم التوجهات بين الأجيال لصياغة هوية علمية خالصة بخصوصيات جزائرية، قلبها النابض الابتكار والإبداع، تبرز من خلالها الحلول لمعضلات يواجهها المجتمع في الاقتصاد والفكر مرورا بالأزمة الصحية، التي بقدر ما تواجه بالوقاية ينبغي أن يقحم العلم في المعركة ضد الفيروس.
لهذا يشكل التعاون الجزائري ـ الصيني في إنتاج لقاح “كورونافاك” جسر العبور من وضع المريض الذي ينتظر إلى وضع المبادر بالعلاج مع رؤية انفتاح على الأسواق الإفريقية والعربية، مهمة تشكل فيها الجامعة مفتاحا ينبغي حسن توظيفه عبر اللقاءات والمؤتمرات للترويج للدواء الجزائري ومنه التأكيد على الحضور الميداني في منابر العلم والبحث.
أكثر من هذا ينبغي الحذر من تداعيات الوباء الذي يفرض تحديات منها التعليم عن بعد بحيث يوقف وتيرة التحصيل الحضوري بكلفة تنعكس سلبا على المستوى، في حين ينتظر أن يسجل الأداء التعليمي خاصة في البحث والغوص في بحر العلوم المختلفة التي تحتاج إلى البذل والعطاء ولكن أيضا إلى مناخ بناء يجد فيه الطالب الرعاية والمرافقة من محيطه البيداغوجي والإداري.
وبهذا الخصوص فان الحوار الاجتماعي في رحاب الجامعة يبقى الإطار الأمثل لبناء مقاربة حديثة يكون فيها التفوق العامل الحاسم تسقط أمامه ممارسات اضمحلّت مع مرور الزمن وهي مأمورية الوصاية التي يقع عليها عبء التصدي للنقائص والاختلالات ليس على صعيد الخدمات الاجتماعية وان كانت حيوية لمسيرة الطالب ولكن البيداغوجية والتكنولوجية ذات الطابع الحيوي بالحرص على توسيع مساحة الرقمنة وإدراج أكبر عدد من الأسرة الجامعية في دواليبها حتى لا ينقطع حبل المعرفة ولا تفقد الجامعة بوصلتها.