بدأت تنفرج بعض مشاكل الفلاحين من خلال إجراء رفع أسعار شراء الحبوب، أمر استحسنه الفلاحون بالرغم من انه كان مطلبا ملحا لسنوات، في انتظار ان تعرف انشغالاتهم الأخرى استجابة.
معالجة مشاكل الفلاحة وإعطاؤها الأولوية أمر في غاية الأهمية، إذ يعد هذا القطاع استراتيجيا بامتياز، فهو الذي يوفر الاحتياجات الأساسية للمواطنين من المواد الفلاحية الغذائية؛ بمعنى آخر هو ضمان الأمن الغذائي للبلد.
ما يؤكد هذا هو كميات الإنتاج التي حققتها الفلاحة وساهمت من خلالها في توفير احتياجات المواطنين من الخضر والفواكه خلال الجائحة، حيث كان القطاع المنتج الوحيد الذي لم يتوقف عن العمل، حيث استمر مهنيوه في خدمة الأرض بدون انقطاع بالرغم من المشاكل التي يواجهونها.
وبالرغم من أهمية الاستراتيجية للفلاحة ومزاياها في الأمدين المتوسط والبعيد، هناك نفور من قبل الشباب من العمل في الأرض، بينما يقومون بهذ العمل في الدول الأجنبية للحصول على دخل طيلة موسم جني الثمار مثلا.
إن قرار رفع سعر شراء الحبوب من الفلاحين، قد يساهم ولو بشكل قليل في إعادة الأمل لهذه المهنة الحيوية، ومن ثمة قطع الطريق بإجراءات صارمة أمام الوسطاء والسماسرة الذين يغتنون على حساب الفلاح المنتج، وبعدها لا يتوانون في استهداف جيب المواطن بأسعار ملتهبة تصنع مشهد أسواق الخضر والفواكه، في حين أنهم لم يبذلوا أي مجهود لتوفيرها، في انتظار ان يوقف مثل هذا الإجراء عجلة المضاربة والمنتفعين منها بلا جهد وعناء.