العقل الثالث.. مرّة أخرى..

م. كاديك
18 جانفي 2022

 

عاد الحديث عن «السّحر» و»السّحرة» ليهيمن من جديد على «العقل الثالث»، بعد نتيجة الفريق الوطني السّلبية، والمصيبة أنّ بعض وسائل «الإعلام» هي نفسها التي تروّج لهذا الكلام الفارغ، وتحرص على أن تدسّه في دواخل أعصاب المغبونين الذين يبحثون عن أيّ مشجب يعلّقون عليه النتيجة، أمام العجز عن تحمّل ما يعتقدون أنّه «الصّدمة»..
والحقّ أنّ «الخسارة» لا تختلف عن «التعادل» أو «الفوز»، فهذه كلّها احتمالات المباريات الرياضية عموما، وليس في الإمكان أن نطالب أيّ فريق بالتّحوّل إلى (غريندايزر)، لأنّ الخسارة طبيعيّة جدّا، ويمكن أن ينال الفريق العالمي حظّه منها، دون أن ينقص من قيمته شيء، لكنّ «العقل الثالث» المثقل بأعباء التخلّف والجهل، لا يستحي من الوقوع في الفخّ على الدّوام، لهذا يحاول أن يبرّر لنفسه ما لا يحتاج إلى تبرير..
طبعا، لا يمكن لعاقل أن يصدّق بقوّة مفترضة لـ«السحر» و«الشّعوذة» و»الأرواح الشّريرة» وغيرها من الخزعبلات التي يسيّر بها بعض «الأحياء» وجودهم، والمصيبة أنّ طرح هؤلاء يزداد «قوّة» حين تعضده وسائل «إعلام»، أو بعض الكتب الرّخيصة التي لا يستقيم لها منهج، ولا تتّضح لها رؤية، فيبدو الأمر معقولا، ويتقبّله العقل، لأنّه أصلا «عقل ثالث» منسجم مع لا عقلانيته.
الحاصل بالنسبة لنا، أنّنا خسرنا مقابلة عادية، تماما مثلما ربحنا مقابلات أخرى، لذلك المهمّ هو أنّنا تمكّنا من صناعة فريق محترم يحسب له الجميع حسابه، حين تولى الرّجل المناسب مكانه المناسب، وهذا هو «السحر» الحقيقي الذي يرفض الجميع رؤيته.. السحر الحقيقي إذن هو الالتزام بفروض الواقع وتجاوز العقليّة الجاهلية، وكل ما دون الواقع المعيش، ليس سوى خزعبلات..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024