حرب على جميع الجبهات يعكسها المشهد العام، فيما تحدد السنة الجارية موعدا للإقلاع الاقتصادي موازاة مع وضع صعب يتميز بنقص في الموارد المالية، ووضع إقليمي متأزم، وعودة كورونا بقوة ليضرب الفيروس من جديد، كما تشير إليه حالات الإصابة المعلنة والخفية، بينما يتحسس المواطن جيبه الذي تلتهمه نيران الأسعار المرتفعة باستمرار.
كلها تحديات تضع السياسات والاستراتيجيات والمخططات على المحك. صحيح هناك إرادة في التغيير والسير نحو الأحسن، لكن الوضع يحتاج الى ان يتحرك عنصر حب الوطن في داخلنا وأن يترجم إلى سلوكات يومية في العمل، لأن أكثر ما يخيف هو تلك العبارة التي أصبحت تجري على ألسن عامة الناس “ما نخدمش على العلام!”، لتضاف إلى الثقة التي فقدت منذ زمن.
بوادر سنة قد تكون صعبة ولا يعني هذا فقدان الأمل، قد تحتاج مسألة استعادة الثقة إلى وقت، بالرغم من أنها عامل أساسي لإحداث التغيير المنشود، لكن الإقلاع الاقتصادي يتطلب السرعة في تحريك المشاريع وتجسيد الاستثمارات، غير أن هذا الأخير “الإقلاع” تكبحه بيروقراطية ضاربة أطنابها ومتجذرة في الإدارة التي تحكم بقوة العراقيل والعقبات التي تفرضها، فلا تقضى حاجة إلا اذا سمح “صاحب المكتب” بذلك، أمر يبدو مستعصيا إزالته.
هناك البعض يتحين الفرصة لشن احتجاجات وفرض منطق الفوضى المنظمة تحت عناوين براقة ولكنها مخادعة، أساتذة يتصرفون حسب أهوائهم، يدرسون متى شاءوا ويضربون متى أرادوا ذلك، وحال المستشفيات يعلمه الجميع، خدمات متدنية ومرضى يعانون والعيادات الخاصة تستغل الظرف في انتظار تجسيد توصيات الندوة الأخيرة للقطاع.
كلها ورشات هامة في الإصلاح للخروج من هذا الوضع؛ أمر ليس مستحيلا والذي يمكن أن يتحقق عن طريق أفكار الشباب وسواعدهم، فعندما تجتمع الإرادة والعزيمة وحب الوطن تزول الصعوبات والعراقيل ويفتح الطريق لتحقيق الهدف، مهما كان صعبا.