صنع الحكم الزامبي جاني سيكازوي الحدث بطريقة مؤسفة للغاية في مباراة تونس ومالي في دورة الكاميرون، حيث أعلن مرتين عن نهاية المواجهة قبل انقضاء الوقت القانوني.. وتصدّرت الحادثة عناوين وسائل الإعلام العالمية، في حادثة فريدة من نوعها أثرت كثيرا على صورة كرة القدم في القارة السمراء.
فبالرغم من الوسائل التكنولوجية والتنظيم اللذان يسمحان للحكم الحصول على كل «التسهيلات» الممكنة لحساب الوقت القانوني وكذا الإضافي بتواجد الحكم الرابع ومراقبي
«الفار».. إلا أن ذلك كان غائبا في تلك المباراة لدى صاحب الصافرة.. خاصة وأن الواقعة امتدت لدقائق فوق أرضية الميدان بين أخذ ورد بين الحكم والمدربين وكذا اللاعبين.. كما أن المنتخب التونسي رفض العودة إلى الميدان لاستكمال الدقائق المتبقّية مطالبا بإعادتها لأنها لم تصل إلى نهايتها القانونية.. قبل أن تقرّر «الكاف» اعتماد فوز مالي.
فالكرة الإفريقية لم تكن بحاجة إلى مثل هذه «السقطة» التي تؤكد أنه رغم التطوّر الذي حصل لدى التحكيم الإفريقي، إلا أن عملا كبيرا مازال ينتظرنا للتحكم في كل التفاصيل ومسايرة القفزة النوعية الكبيرة التي عرفتها الكرة في قارتنا على المستويين الفني والبدني ونجومية اللاعبين الذين يصنعون أفراح أكبر الأندية في العالم.
صحيح أن «وقائع» التحكيم تقلّصت مقارنة بالسنوات الماضية حين كانت الأخطاء واضحة وبعدد كبير، إلا أن تصرف سيكازوي أعادنا إلى «الحسرة» التي كانت تنتاب العديد من المتتبعين، لا سيما في المقابلات الفاصلة التي كانت القرارات خلالها عشوائية إلى درجة كبيرة.
ويبدو أن اللجنة المختصة لـ»الكاف» تدرس الأمور بشكل معمق لإعادة القطار الى السكة، لأن تطور كرة القدم تقاس بشكل دقيق مع تطور سلك التحكيم الذي يعطي المباراة توازنها بدون أي «شائبة» قد تعكّر صفو المواجهات.