أكد الناخب الوطني جمال بلماضي طريقته المميّزة في تسيير الشؤون الفنية لـ «الخضر»، وذلك من خلال التصريح «الصريح» مباشرة بعد التعادل المسجل أمام سيراليون، قائلا: «أتحمل المسؤولية».. إنها الحنكة والمنطق الايجابي في الإشراف على المنتخب حيث إن التشكيلة الوطنية لم تكن في يومها وهذا بشهادة أغلب المتتبعين.. لكن بلماضي لم يلق الكرة لدى اللاعبين ووضع نفسه في مقدمة المسؤولين على هذه العثرة.
أكيد أن مثل هذه الأمور تحدث لأقوى الفرق في العالم، أي عدم البداية القوية في المباراة الأولى في دورة قارية أو عالمية، لكن المهم بالنسبة لهذه الفرق هو الطريقة التي يمكن بفضلها العودة إلى المستوى المعهود والنجاح في تخطي العقبات القادمة.
وبالتالي، فإن تصريح بلماضي فيه دلالات كثيرة، أولاها
«بسيكولوجية» حيث إن اللاعبين سيرتاحون من الضغط الذي «فضّل» بلماضي «قمصه».. مما يجعل اللاعبين يفكرون في القادم دون الرجوع الى الوراء وتفادي فقدان الطاقة التي تسمح لهم مواجهة المنافسين القادمين.
ثانيا، أن ثقة بلماضي بهذا التصريح كبيرة كونه وقف على كل صغيرة وكبيرة أثناء المباراة الأولى واستخلص الدروس التي تمكنه من تقديم
«ورقة فنية» تجعل المنتخب الوطني يظهر بوجه قوي والدفاع عن لقبه القاري بـ»شراسة».
وبدون أدنى شكّ، فإن كل المعنيين بشؤون المنتخب الوطني يدركون أن المهمة لن تكون سهلة خلال «كان الكاميرون»، باعتبار أن مواجهة «الخضر» تحفز المنتخبات المنافسة بشكل كبير لمحاولة عرقلة حامل اللقب وصاحب السلسلة الذهبية لمنتخب لم ينهزم منذ 35 مباراة.. إلى جانب الأجواء المناخية «غير العادية» بالنسبة للاعبينا الذين لم يتعوّدوا على الحرارة العالية ودرجة الرطوبة التي بلغت أرقام قياسية.. وهذه النقاط لا تعتبر أعذارا بقدر ما هي حقيقة.. والمتعودون على الأجواء في أدغال إفريقيا يعرفون ذلك جيدا..