تحتفي الجزائر بالسنة الأمازيغية الجديدة 2972 في كنف التضامن والاستقرار، مناخ يفتح آفاقا واسعة لتحقيق مزيد من المكاسب تتقاسمها المجموعة الوطنية، تكلل مسار التغيير المؤسساتي الذي انطلق استجابة للإرادة الشعبية بما يعزز عرى الوحدة ويصقل أجيالها التي جبلت على قيم نوفمبر.
وليس هذا الاحتفال غريبا عن الأسرة الجزائرية عبر التراب الوطني، فقد حافظت عليه الجدات والأمهات عبر الزمن، تشبثا بالهوية الوطنية لتكون وعاء يحتضن الجميع فتتحول إلى طاقة دافعة للأمل، خاصة وأن الدستور قد حدد المعالم وأكد الثوابت تكمل بعضها البعض فيزيد ذلك الهوية مناعة في زمن عولمة جارفة تضع خصوصيات المجتمعات الناشئة في عين الإعصار.
لذلك، فإن يناير بكل رمزيته الثقافية والاجتماعية موعد للالتفاف مجددا حول بعضنا البعض واستذكار التاريخ بقراءة حديثة تزيد بلادنا وشعبها ازدهارا وتماسكا كما كانت عليه وتبقى أبدا، تواجه التحديات على مختلف الأصعدة بما يضاعف من وتيرة الأداء بانخراط جميع مكونات المجموعة الوطنية ضمن ديناميكية البناء في مرحلة حاسمة عنوانها البارز المبادرة في الاستثمار والإبداع والعمل بما يشمل كل المجالات من بينها الذاكرة.
وانطلاقا من هذه القناعة، القاسم المشترك، فإن الموروث الثقافي الهوياتي للمجتمع، يمكنه أن يشكل متنفسا آخر لا يقل أهمية عن باقي عوامل النهوض المادية والمالية، لتعزيز عناصر التماسك التي تستوعب التطلعات الوطنية بثقلها الاقتصادي الذي يشكل أرضية تنطلق منها في كل لحظة مشاريع بناء الأجيال من المدرسة المنفتحة على المحيط والأسرة المدركة لقيمة الانتماء حتى يتشكل التوازن وتختفي كل سلبيات التصورات النمطية.
عبر التاريخ، حافظت الذكرى بمرجعيتها الاقتصادية وبالذات الزراعية على وظيفتها، جامعة حولها كل الفئات من جميع المناطق تعكسها رسالة مليئة بالقيم الأيجابية، الجامعة لكل الجزائريين الذين يجيدون إحياء محطات ضاربة في العمق، جميعها تكمل بعضها، عاكسة نسيجا وطنيا ثريا قويا بتنوعه وصلبا بتماسكه، في صورة المشهد الذي ترسمه هذه المحطة تصنعها العائلات الجزائرية متراصة في جدار وطني متين يؤسس لجبهة داخلية متجددة بنفس المبادئ والتوجهات التي رسمها الآباء وكانت منارة للأجيال تضيء لها الدروب كما تشير إليه وثيقة الدستور.