بتنظيمها «للكان» في الكاميرون، حققت القارة السمراء انتصارا عريضا على «حكومة» الفيفا، فسقطت أوهام ومناورات بعض أبنائها العاقين الذين حاولوا، عبثاً، إفساد العرس، مستثمرين في بعض الجوانب التنظيمية لأهداف خفية تتربص بالبلدان المرشحة للفوز، أبرزها الجزائر.
انتصار إفريقيا في الرياضة، يمكن أن يعزّز مسار انتصارات أخرى في السياسة والاقتصاد، بإعادة صياغة التوجهات حول أهداف مشتركة ومصالح متوازنة، تحفظ لشعوبها حقوقا مشروعة في التنمية والاستقرار، جوهرها استكمال تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي، وكسر نشاط الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء وغيره من الفضاءات الجغرافية التي يمكن أن تتحول إلى منصات للاستثمار والتنمية المستدامة تكبح ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
بإحباط مؤامرة تعطيل العرس الإفريقي، وقد أدّت الجزائر دورا فعالا في دعم البلد المنظم، الذي تحدث باسمه الرياضي العالمي سامويل إيتو الرجل الإفريقي الحر، فإن الذين سعوا للعمل خمّاسين لدى «الفاف» فقدوا آخر أوراقهم ويفقدون، بدون شك، حق الانتماء الذي لا يقبل التجزئة، عنوانه حرية الشعوب وسيادة الشرعية الدولية.
لقد خسر الذين راهنوا، كعادتهم، على قوى نافذة في عالم الكرة، طمعا في كسب تأييد هنا وهناك لمشاريعهم الاستدمارية واستغلال الشعوب ونهب ثرواتهم، كما يقوم به المغرب في الصحراء الغربية، تماما كما خسر أمام المحكمة الأوروبية وفي مواقع أخرى عبر العالم، وقد خسر من قبل في الميدان أمام إرادة الشعب الصحراوي.
بإمكان الرياضة، من خلال الكأس الإفريقية التي تجمع أحرار القارة، أن ترافق أيضا مسار تحرير آخر المستعمرات لتَسطَع شمس الحرية نهائيا على ربوع إفريقيا، فتنتقل إلى مواجهة تحديات العولمة، بكل جوانبها الإنسانية والتنموية والثقافية، إذ بمواقف صلبة كتلك التي كسرت مخطط تأجيل دورة الكاميرون يمكن لأحرار «السمراء» تحقيق مكاسب في مجالات عديدة، لعل أبرزها وضع بقايا الفكر الاستعماري تحت مجهر الشعوب وفضح مشاريعها الهدامة.
في الميدان تحتدم معارك كروية، بلا شك ستكون ساخنة بين رواد الحرية ومن بينهم الفريق الوطني الجزائري ورموز التبعية لمراكز النفوذ العالمي (أفريقا تعرفهم) ويكون الانتصار حليف من ساهموا في تحرير القارة السمراء زمن الاستعمار وفي زمن العولمة.