ما حكاية الأسعار التي تلتهب في كل مرة بدون أن نجد لها تبريرا منطقيا في الكثير من الأحيان؟
بدأنا السنة الجديدة بنقص كبير في زيت المائدة، ما ينذر بارتفاع جنوني لأسعار هذه المادة الأساسية، حسب ما أثبتته التجارب السابقة.
لا وجود لأسباب واضحة لغلاء أسعار المواد الأساسية. فزيت المائدة على سبيل المثال لا الحصر، مفقود في السوق، بالرغم من أننا لم نسمع عن نقص في الإنتاج أو تذبذب في شبكة التوزيع من تصريحات رسمية، لكن السكوت وعدم إعطاء تفسيرات يفتح الباب واسعا للتأويلات ويغذي الإشاعات والمضاربة.
إنها الإشاعات التي تؤدي إلى شراء السلع وتخزينها، وفق سيناريو عشناه منذ بداية الجائحة والذي مصدره الخوف من الندرة.
وللذين يقولون إن مصدر مثل هذه المخاوف قانون المالية، ويبدو أن هذا التفسير لا أساس له، بدليل أنه وعلى عكس الأعوام السابقة هذه لم ينص قانون المالية لسنة 2022 على التقشف، كما أن ميزانية الدولة حافظت على ما يعادل 17 مليار دولار من الإعانات الاجتماعية التي تشمل التعليم والصحة، والإسكان، والمساعدات المباشرة للأسر الفقيرة.
أعتقد انه لا بد من تقديم الحقائق للمواطنين بلغة يفهمونها، لأن المحرك الأساسي للمشكلات يكون في الغالب ناتجا عن الإشاعات المغذية للمضاربة التي تلهب الأسعار في كل مرة، ولا يوجد لحد الآن من يكبحها، بالرغم مما تخلفه من اضطرابات على الجانب الاجتماعي، وتستغل من قبل أطراف لنشر الفتن.