حال الدنيا

بومدين.. اسم عابــر للزمـن

سعيد بن عياد
26 ديسمبر 2021

على مر الأزمنة تبقى أسماء شخصيات بارزة تثير الجدل، لا يهم من يؤيد ومن يعارض، المهم أنها أسماء تفرض حضورها على مر الزمن وتعاقب الأجيال..
هواري بومدين الذي تعود ذكرى وفاته اليوم، أكبر من مجرد اسم، فهو اجتمعت في شخصيته خصال عديدة؛ من مناضل إلى مكافح، فقائد لجيش التحرير ثم رئيسا لجزائر بحجم ثورتها الفريدة، ليسطع نجمه في إفريقيا والوطن العربي وآسيا وأمريكا اللاتينية، وحتى في أوروبا وأمريكا، وبالذات في مبنى الأمم المتحدة بإلقائه الخطاب الشهير سنة 1974 رافعا مطلب إرساء نظام عالمي جديد.. مطلب لا يزال صالحا اليوم ولا يزال في قلب معركة العولمة..
ما هو السر في هذا البروز والصمود؟.. ببساطة، الأمر يتعلق بارتباط اسم الرجل بإنجازات ومواقف وبطولات وأحيانا منها ما هو مكلف، كذلك صدق الخطاب والعمل، ومن وراء كل ذلك النية الخالصة ما يشفع للخطأ ويعزز المكسب..
ليس من شهادة أكثر دلالة عن تلك التي صدرت من شخصيات معارضة بمعنى الكلمة (مثل بورقعة وبوضياف بن بلة وسليمان عميرات، رحمهم الله وغيرهم من الرموز). فمع مرور الزمن اكتشفوا أن بومدين ليس بتلك الصورة النمطية وإنه بحق رجل دولة، بقي ثابتا على عهد ثورة التحرير بالدفاع عن الجزائر أرضا ووحدة وقوة، لا يقبل مساومة أو ابتزازا..
هناك من يقول إنه كان سابقا لزمانه، ما يجعله مثيرا للجدل، بل أجيال جديدة ترفع اسمه عاليا فخرا واعتزازا بما كان يصدح به من مواقف في ملفات دولية وحضور مميّز في منابر عالمية، يقول كلمته فارضا على كبار العالم رؤية الجزائر..
بطبعه النضالي والعسكري الصارم، كان - بلا شك- متشددا في مسائل وغير متسامح في أخرى، لكن سجّله الاقتصادي والاجتماعي حافل بالمكاسب، لا ينكرها إلا جاحد، وفي فترة بعد رحيله حاول رجعيون تغيير دفة نظام الحكم لكنها أبت، ووصل الأمر ببعض النافذين حجب صوره من الشارع..
كان يقول بعظمة لسانه، الإنسان خطّاء وأن الذي لا يخطئ هو من لا يعمل، لذلك يبقى التاريخ فقط من ينصف رجالاً من هذه الطينة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024